مقالات رأي

الرئيس العليمي ومهمة إقناع المجتمع الدولي بتصحيح السرديات المغلوطة حول مليشيا الحوثي

مصطفى محمود
قد يبدو عنوان المقال لوهلة مبالغة لا تخلو من المركزية، لكن المتابع للترابط السببي والعلائقي بين مجريات أمور العالم يمكنه ملاحظة ما يلي:

1ـ وقف المجتمع الدولي حجرة عثرا حتى اليوم في طريق استكمال تحرير اليمن من المليشيا الحوثيه. واستعادة الوطن وبناء الدوله… ولكن اليمن بحملها الثقيل الذي يجعلها أكبر مأساة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، إضافة إلى التفاعل الدولي الإجباري مع مجرياتها وآثارها ومخلفاتها، خصوصا فيما يحدث للملاحه الدوليه في البحر الاحمر يفتح الطريق أمام الرئيس العليمي لتغيير العالم الذي اشتكى ماركس يوماً من اكتفاء الفلاسفة بتفسيره.

2- لقد أُخضع اليمنيون خلال ألعشر سنوات للموت بكل صنوفه، ما تسبب بمقتل مليون إنسان تقريباً (إن افترضنا احصائياً أن من يموتون يومياً 20 شخصاً خلال عشرسنوات. وتهجير قرابة 11 مليون إنسان، يقترب عددهم في الخارج فقط من خمسة ملايين شخص حسب آخر إحصاءات الأمم المتحدة.

3- أدى خذلان اليمنيين ودعم المليشيا الحوثيه بصفقات كيماوية حصلت، مع ايران أو نووية قيد الحصول، إلى تمدد خطر المليشيا الجوثيه من البر اليمني الى البحر الدولي ومن الخطر المحلي الى الخطر العالمي بسبب خروج الإرهاب الشيعي عن حد «الدولة المضبوطة» في إيران نحو الدول غير المضبوطة في اليمن والعراق وسورية ولبنان، لينعكس على العالم.

4ـ-فور توليه مقاليد السلطه الشرعيه… الرئيس العليمي في مؤنمر بروكسل خاطب المجتمع الدولي بأن المليشيات االحوثيه جماعه ارهابيه ليس لشرورها حدود. وهي خطر حقيقي ووشيك على الملاحه الدوليه و على المنطقه عموما اذ انها تتموضع خارج الدستور والقوانيين المحليه والدوليه وخارج الاعراف السياسيه والدبلماسبه والقيم الوطنيه والانسانيه واستبدلتها بقيم الموت . وثقافه معاديه للانسانيه و للحياة..لكن للاسف يكون ردة فعل المجتمع الدولي هو تلتفاوص مع الحوثي من اجل احلال السلام المستحيل.مع هذه الجماعه . وبعد صولات وجولات ادرك.الرئيس العليمي تماهي المجتمع الدولي مع المليشيا الحوثيه. فكتفى بعباره ظل يكررها على مسامعهم ( ساعدونا اليوم في تنقاذ وطننا لنتمكن غدا من مساعدتكم )

5 – اذا لم يقوم المجتمع الدولي بشراكه حقيقيه مع الشرعيه تليمنيه وتمكينها من استكمال تحرير اليمن وبناء دوله قويه.. .حتما.ستنشأ حركات اسلاميه سنيه جديده متطرفه وسبتهافت عليها المتطوعون من كل أصقاع الأرض، حرّكات مُحقة المظلومية الإسلامية والسنية تحديداً في جميع الدول، وليس أظهر من كوزموبوليتيتها مثل أحداث فرنسا المفجعة الأخيرة، كأن يصبح مغني راب انكليزي أحد عرّابي هوليووديتها في قطع الرؤوس الغربية، والقلق الذي يجتاح شعوب أوروبا اليوم خوفاً من المسلمين وأسلمة الغرب.

6ـ تجعل العولمة الإرهاب الأصلي المتمثل بالأنظمة الديكتاتورية في العالم الإسلامي عموماً والعربي خصوصاً، والإرهاب الفرعي المتمثل بـ «القاعدة» وأخواتها، مشكلة عالمية عموماً و «مسيحية» خصوصاً، ففي تصنيف هنتنغتوني يمكن القول: إن احتفال «العالم المسيحي» بالخلاص من قرونه الوسطى وحده لم يعد ممكناً، فالشروط الاجتماعية السياسية الاقتصادية التي جعلته أقل اهتماماً بالدين والآخرة وأكثر احتفالاً بالدنيا وتقديساً للحياة، ما زالت مُفتقدة في عالم المسلمين

، وليس مُجافياً للحقيقة أن الأنظمة المُؤطرة للعالمين المسيحي واليهودي تحمل وزراً كبيراً في منع المسلمين من مغادرة قروسطيتهم، وليس أدلّ على ذلك من دعم ومحاباة الصلف الإسرائيلي ودولته اليهودية أولاً. ثم، وإن غضضنا الطرف عن دعم الديكتاتوريات العربية قبل الثورات، فإن دعم بقاء المليسيات الشيعيه كبديل عن الأنظمة الديكتاتوريه بعد الثورات والصمت الرهيب عن المجازر المرتكبة في غزة يُعد مشاركة حقيقية في تدمير ونهاك للشعوب بهدف منعها من الوصول الى الديموقراطية، وبالتالي منع الشعوب التي أرادت اللحاق بالعالم الحر والمتحضر من مغادرة تخلفها.

7، وهنا نشير إلى أن كل المحاولات العالمية لحصر الكارثة اليمنيه داخل حدودها نوع من رمي الطفل مع غسيله الوسخ وإرادة للتخلص، بقرف وتعالٍ، من مشاكلنا.ليس ذلك ممكناً في عالمنا الواحد بأي حال، فخط التأثير في عصر العولمة لم يعد يتجه من المراكز إلى الأطراف كما في القرن الماضي، بل يسير أيضاً في الاتجاه المعاكس، ومشاكلنا باتت عالمية أيضاً، لا شيء سيمنعها من الخروج من الأطراف إلى المركز في عالم ما فـــوق الدول وما بعدها، وما قـــبلها أيضاً، الذي نعيشه.
نعيش في عالم واحد، والإرهاب الذي حصد اثني عشر ف٨رنسياً، في ذمته مليون قتيل في اليمن ، وتأثير الإرهاب في أصله وفروعه لن يتمكن أحد من حصره في اليمن المنكوبة وحدها. وإن لم يتمكن العالم من فتح طريق الحرية الذي أرادته الشعوب ثم بدأت تأكل نفسها بالتطرف عندما أغلقته الأنظمة المتحالفة في ما بينها، وإن لم يتخلص العالم من سلبيته القاتلة وخوفه من حريتنا، فإنه سيبقى أمام خيار شبه وحيد في التغيير، هو النزول إلى جحيمنا، بدل صعودنا إلى أرض حداثته.

يتبع.

تعليقات الفيس بوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى