عامان إلا نيف سلطة الرئيس العليمي.. وسلطات الأمر الواقع الى اين؟…( 1) عامان
مصطفى محمود
كل سلطة سياسية تعيش عنفوانها لأمد معين، ثم تهرم فتحتضر فتموت، لتنشأ سلطة أخرى، فيما يظل المجتمع حياً مهما كان حجم ونوعية الأزمات المزمنة التي يعاني منها. هذه حقائق بديهية تتصل بمجريات الواقع الاجتماعي الموضوعي المرتبط بدرجة تطور الفكر السياسي السائد في مرحلة معينة من تأريخ أي مجتمع بشري….
ولكن ماذا عن الواقع النفسي الذاتي لسلطة الرئيس العليمي وسلطات الامر الواقع في اليمن ؟.. ان ماهو واضح وجلي لكل ذو لب إن سلطة الرئيس العليمي حيةً وفاعلةً في إدراكات اليمنيين ومشاعرهم وتطلعاتهم وآمالهم.. بينما سلطات الامر الواقع ميتةً ومنبوذةً وغائبةَ الاعتبار حتى لو كانت مدججةً بالسلاح والمال وأدوات الهيمنة ووسائل الدعاية الايديولوجية؟!
إن مسألة فاعلية سلطة الرئيس العليمي واستمراريتها تعتمد جوهرياً على كونها مشروع بناء دوله وطنيه لكل اليمنيين ومن هذا البصيص تستمد مقبوليتها وشرعيتها وتوقيرها في أذهان من تريد إدارة شؤون حياتهم… ولذلك فإن مسألة بقاء سلطات الامر الواقع على قيد الحياة شكلياً فحسب. بالرغم من موتها الاعتباري في العقل الجمعي للمجتمع، إنما يقدم تأويلاً سيكولوجياً لتفسير أزمة المصير الوجودي الذي قد يعاني منه اليمن . وهو تأويل تتجمع فيه تكوينياً ومراحلياً بقيةُ التفسيرات السياسية والاقتصادية والثقافية.
ان سلطات الامرالواقع في اليمن جميعها ماتت مرتين، إذ إنها ولدة ميته.وعاشت ميتةً في أذهان اليمنيين لعقد من الزمن ثم ستزول فعليا
ليظل موتها المزدوج ماثلاً إلى الأبد في ذاكرات الأجيال اليمنيه التي عايشتها. فبقى هذه السلطات حيةً “سريرياً” لعشرسنوات ،جعلها تشرع بموتها النفسي الاعتباري في اللاشعور الاجتماعي حالما بدأ
الناس يدركون ان رئيسهم العليمي يفكر بعقلية
المواطن اليمني الجائعٌ لكل شيء.. جائع لرغيف الخبز بقدر جوعه للفكر الحر والتنوير، جائع للدفء والأمان بقدر جوعه للكرامة والحق والعدالة، وبقدر جوعه للخلاص من ويلات سلطات الامر الواقع وأمراء الحرب، جائع للتعبير عن وجوده وكينونته المتلاشية بقدر جوعه للسلام وجوعه للتخلّص من سجون التاريخ والعادات والاستبداد… والجوع لا يعرف أولويّةً عند الحرمان من كل أسباب الحياة، هذا ما وصل إليه اليمني ؛ حرمانه من الدوله الوطنيه التي تحقق له أمان الحاضر وآمال الغد….
اليمني المتطلّع لأستعادة وطنه وبناء دولته اليمنيه الحديثه.. يعمل بحال اليمني المتطلع للانعتاق من الأوصياء على حرية فكره واختياراته وتجربته،
وانطلاقا من هذا الفهم يعمل الرئيس العليمي بتدريج متريث على هدم جدران استبداد مليشيات الامر الواقع ابتدءاً من الفكر الإمامي الكهنوتي المتخلف والسلطة الأبويّة الموروثة في تاريخنا، والحاملة لاستبداد سياسي وديني، . وكذلك هدم جدران الوصاية داخل المكونات الأحزاب وعقائديّتها وعصبويّتها وشوفينيّتها ومآرب المتسلّطين فيها.، وهدم جدران وصايا المتديّنين على العباد، وكفّ يدهم عن الوساطة مع الخالق، وإيهام العباد وتبعيّتها العمياء، يعمل بهدؤ على هدم جدران الخوف العالية في الذات اليمنيه قبل أن تعلو جدراناً من الحديد، يقبع خلفها كلُّ ذي رأي وكرامة..
يتبع،،،،، ـ،،،،،،،،