مقالات رأي

عامٌ جديد بعد عقدٍ مؤلم عاناه اليمن

ياسر الصيوعي
مستشار وزير السياحة

مع دخول عام جديد يتطلع اليمنيون إلى بصيص أملٍ يعيدهم إلى التقارب في ظل دولة النظام والقانون المفقودة منذ عقدٍ من الزمن .
التمايل الحوثي والتنصل عن تنفيذ بنود كل الاتفاقيات الدولية التي تمت منذ الإنقلاب المشؤوم لا يجهل حقيقته كل رعاة السلام في التحالف الأممي من أجل اليمن.
كل الاتفاقيات التي تمت ولم تمضي ليست أكثر من شرعنة عصابة صنعاء وإخراجها من محيط عصابة محصورة بين نعتها بمجموعة إرهابية وعصابة إنقلابية …
إلى حدودٍ تنتهي حيث يبدأ التقسيم الإداري للحدود الشمالية الجنوبية اليمنية فيما قبل ٩٠ .

أما نحنُ في الشرعية فلسنا أكثر من أشخاصٍ مغمورين بنشوة الإعتراف والدعم الدولي الظاهر بعيدين عن الحضور على أرض الواقع لا يملكون أدنى إرادة ولا القدرة على تمرير قرار سيادي يمني مستقل .

ما يتم الإعلان عنه في كل مرة من توصل المبعوث الأممي وبعض الدول إلى مسودة إتفاق وخارطة طريق تصنع مستقبل اليمن وتعيد بناءه ووقف الحرب والبدء في ضخ النفط وتشغيل المنافذ والموارد اليمنية هو عبارة عن بذرة يتم رميها في صحراء قاحلة الراعون أكثر دراية أنها غير مجدية أكثر من جدواها في تحويل العصابة الإنقلابية إلى ندٍ شرعيٍ يضمن إطالة أمد الحرب في اليمن وتنفيذ أطماع أممية رسموا أهدافها منذ عقودٍ زمنية .
كما أصبح وسيصبح أكثر فاعلية وأهمية عالمية ويمنية فاعلة في أرض الواقع .
وربما يذيب مستقبلاً شرعيتنا ومكانتنا وهذا ما لم نريد ذكره تحاشياً لحرمة مكانتنا اليمنية .

السبب في ذلك هو غياب ظل الشرعية اليمنية عن الواقع اليمني ومعاناة الشعب الذي يتجرع الحرب والجوع والتشرد والأمراض والممارسات للا قانونية من قبل المتسلطين عليه بلباس الشرعية المتشقق.
والحكومة الشرعية والقيادة السياسية الحقيقية تعيش في الخارج وينعم أفرادُها بوافر الراحة وحياة الترف التي أنساها مسؤوليتها ومعاناة شعبها .

عدة مراتٍ ناشدنا القيادة والحكومة اليمنية أن المثالية في تطبيق النظام والقانون وإيجاد الخدمات المعيشية والضرورية للمواطن والحضور على أرض الواقع لمشاركة المواطن همه وجعله يشعر بوجود دولة شرعية فعلاً. كفيلٌ لتحرير بقية المناطق اليمنية المحتلة عندما يرى أبناؤها النظام والقانون وضبط الإقتصاد ووجود الخدمات الضرورية في مناطق الشرعية.

ستقوم الثورة والانتفاضة اليمنية من داخل مناطق سيطرة الإنقلابيين إذا كانت لدينا دولة مثالية حاضرة على أرض الواقع

لن نحتاج إلى حروبٍ دموية ولا مفاوضاتٍ دولية .

هي رسالة مكررة وعلى عجالة لعلها تصل إلى آذان جميع المسؤولين الوطنيين لتخليد مواقف وطنية وتجديد وفاء عهدٍ أولاه مسؤول ومجلس قيادي أمام الله ثم شعبه .

لن نخلد إلى الراحة ما استنفرت القيادة وتوجهت نحو الفاعلية والتجرد من لباس الترف والبعد عن الوطن والمواطن وسنظل الأيادي التي تخدم وطنها بكل تفاني وإخلاص.

ثقوا أن التفاوض المتكرر مع الحوثي والتعنت منه عن تنفيذ بنوده كل مره ماهو إلا وسيلة وبساط توسع مكانته وإقرار شرعيته من عدوٍ إلى ندٍ وغداً إلى ذئبٍ ينقض على ما تبقى .

لذلك إياكم وتمكينه أو تصديقه
ولكم أن تميزوا في تقبله للتفاوض والمشاورات والسفريات والاستقبلات التي يقوم بها ويصنعها أمامكم ثم ما يفتى إلا وتنصل عن التنفيذ بعذرٍ أو دون سبب وقت التوقيع والتنفيذ .
هل أدركتم لماذا؟
إنه لأمرين لا ثالث لهما .
الأول الحصول على شرعية أكثر
الثاني الحصول على مطالب أخرى دون مقابل.

ولا نية أو نوايا نحو إحلال السلام أو الخروج إلى بر الأمان حسبما تنص عليه الشروط ورعاة السلام الامميين يدركون ذلك سلفاً

والحليم يكفيه إشارة وأنتم وضعناها أمامكم بالتفصيل الممل والله يخارجكم ويخارجنا

أما المواطنون الأحرار والقيادات الشريفة الملتزمة بعهد الله ثم الشعب فلن تصمت أو تستسلم إذا قدر الله وخذلناهم .
والله مع الصابرين

تعليقات الفيس بوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى