الرئيس رشاد العليمي ونظام الحكم في اليمن
مصطفى محمود
في مواجهة المخاطر العظيمة للدول تنجلي مكانة الرؤساء إذ تضع الشعوب نفسها تحت سلطتهم الاعتبارية وهو ما يجعل إرادة الرئيس فوق الجميع. هذه الحقيقة مثلما تصدق على الأنظمة الشمولية تصدق أيضا على النظم الديمقراطية. بمعنى أنه بصرف النظر عن القواعد الديمقراطية التي تقوم عليها الدول ، تسبح سلطة الرئيس في فلك خاص ليتحمّل مسؤولية الحرب والسلم…واقع الأمر أن الشعب اليمني لم يعد يقبل بالنظرة التي تجعل من مكانة الرئيس في النظام التوافقي بين الفصائل المسلحه كسلطة مكسورة تتقيد بسلطة مزاجيه تتمرد عليها قياداة الفصائل المسلحه متى شاءت. وفي ظل هذه الظروف المعاصرة. ما من سبيل إلى اجتناب مكانة الرئيس كجسر لعبور الفلسفة إلى العالم . وقد انخرط هيغل في تأصيل مثمر لمكانة الزعيم (بسمارك نابليون ) كمنطلق لتصميم عقلانية الواقع المطابقة لواقعية العقل .
هذه المساحة السالبة للحد الديمقراطي التي ارتسمت في شخصية بوتين نجدها أيضا مع زيلنسكي كمقدرة مضادة يقع الترويج لها لأجل توكيد ذات أوكرانيا.
هذا الوضع الجديد ليس مختلفا عن المعارك الطاحنة التي حدثت في الفضاء العام الأمريكي بين أنصار بايدن ودونالد ترمب ولا أيضا عن واقعنا اليمني الذي يعج بمتناقضات سياسية واقتصادية وثقافية يصعب حصرها ورغم ذلك لا يزال الشعب اليمني يحتفي ضمن تكوينه النفسي والذهني والخلقي بشخصية الزعيم أو البطل السياسي ذو النزعة الميالة نحو بناء الدوله و نشر العدل ومجتمع الرفاه… إن هذه القناعة تبدو لا سلطوية ضمن التفكير الفلسفي النقدي لأن الثقافة الجماهيرية هي بنفسها تعمل على تعزيز الزعيم السياسي في معركة وجودها. وبالنظر إلى تجارب بعض الأقطار العربية تحضرنا شخصية ولي العهد محمد بن سلمان كمجدد للمملكة، الذي ابهر العالم بخطواته الاصلاحيه
وإذا عكفنا على دراسة الحالة اليمنيه من الصعب أن يتنبأ المواطن اليمني بمستقبله بعيدا عن هذه الرؤية التقريضية للرئيس رشاد العليمي برغم تفكك المجتمع وظهور زعامات مليشاويه وامراء حرب وقيادات سلطات الامر الواقع.. فعندما اعلن قرار نقل السلطه الى محلس القياده الرئاسي بقيادة رجل الدوله المعروف عالم الاجتماع رشاد العليمي هلل ورحب جل اليمنيين مؤيدين ومبستبشرين دون مخافة حلول الزمن القديم بل إن شخصية الرئيس رشاد العليمي صنّفت كاستثناء إذ انه أشاع السلم الوطني منذو ااوا وهله نولى فيها زمام الامور اوقف الحرب الاهليه في اليمن. وهو الرئيس اليمني الوحيد الذي لا يعالج الأزمات بالازمات. ولابقود البلاد بإدارةالصراعات إذ رقض الرئيس العليمي ان يتحالف مع اي فصيل من فصائل مجلس القياده الرئاسي.،
إن كل ما يحتاج له الشعب هو أن يعيش برخاء ويتخلص من امراء الحرب ومن سلطات الامر الواقع التي تنهش لحمه ، لذلك آلت مهمة التصميم السياسي لما بعد الرئبس هادي إلى شخصية الرئيس العليمي وما يمكن أن تحدثه من أفعال فردية تتماشى وتطلعات الشعب ليبدأ نموذج ستشيد عليه لاحقا رؤية الجمهورية الجديدة وتتربع فيه صورة الرئيس رشاد العليمي كمنقذ للبلاد ضمن تغيير سلس لمرحله دمويه خشنه هو ما أطلق عليه روزنامة الطريق التي بدأت بوضع اسس استعادة الوطن وبناء الدوله اليمنيه.. ان الشعب اليمني ذو التاريخ الحضاري مهووسا بقيام الدوله اليمنيه واسقاط سلطات الامر الواقع وحل البرلمان ولهذا السبب أيضا فهو مهووسا بالطريقة التي تقوم على حكم الفرد.الصالح… إن هذا القيد الخفيّ مع شخصية الزعيم يفيد ضمنا بأن الفلسفة السياسية مدعوة لتحليل طبيعة هذا الدور الذي ينتقل بتريث تدريجي من زمن الحرب والفوضى إلى زمن السلام و بناء الدوله المنهاره ليقف في نفس المكان تقريبا من حقل الفلسفة السياسية كحقيقة دامغة : الزعيم يظل طرفا محددا في كل عملية سياسية تأسيسيه
،
سنعمل ابتداء على توضيح النزعة الفلسفية التاريخية وتحطيم العوائق الصلبة المتوالية والتخلّص منها لأجل بناء دوله مدنيه حديثه تهذّب مبدأ الصراع الذي أشار اليه توماس هوبز بشكل رمزي ضمن ما يسمى حرب الكل ضد الكل .. إننا لا ننكر في هذا المستوى ، دلالة الاختلاف في المشاريع و الصيغ التفسيرية وصداها البراغماتي المؤثر الذي تتناسب فيه السياسة مع العلم. يقول هوبز:”إن فن تأسيس الدول والمحافظة عليها يستجيب لقواعد ثابتة ، كما هو الحال بالنسبة إلى علمي الحساب والهندسة”
إن أصل الصلابة هنا يتعلق بالبعد النظري الذي يجعل من سلطات الامر الواقع ممارسة سياسية محرمة في عصر التنوير. ومن ثمة الاشتغال على مرجعية الحياة السياسية الديمقراطية الناجحة مقارنة بالحكم الفردي. لكن الاختبار الحقيقي لهذه الكلمة: الديمقراطية يقع دائما في المستقبل . لذلك سنحاول الاشتغال على السؤال الآتي : كيف يجدر بنا التفاعل مع الميراث الفلسفي للديمقراطية؟ وهل هو منفتح على التطوير والإضافة والتعديل؟ إذ أن ما كان يبعث في السابق على الرضى ربما يبعث اليوم على القلق.
في مرحلة لاحقة سنحدد بوضوح دلالة جهود. الرئيس العليمي ووجهها الآخر الذي تعمل سلطات الامر الواقع على طمسه . كما سنقف في ضوء المتغيرات التي لحقت الحياة السياسية باليمن عن اهمية الرئيس العليمي لقيادةاليمن في المرحله. التاريخيه الراهنه
يتبــــــــــع