فلسطين قضية انسانية، وليست محطة للتعبئة الشعبية ضد الدول في صراعات الاقطاب
نبيل الصوفي
13 يوم وغزة يتم طحنها، ولا احد قادر على ان يقدم لها ماتستحقه ولا حتى ماتحتاجه.
الانتفاضة حررت غزه في 2005، وفرضت على اسرائيل تسليمها للسلطة الوطنية الفلسطينية.
بعد 12 سنة من اتفاقية اوسلو التي قررت الحكم الذاتي للسلطة الوطنية الفلسطينية.
تحالف الاسرائيليون والايرانيون معا على تفتيت السلطة الوطنية واضعاف “فتح” ومنع البرغوثي من احيائها، اعتقلته اسرائيل وحولت ايران وحلفائها الدعم تجاه “الجهاد”.
واليوم 13 يوم وغزة تسحق.
يسحق الانسان الفلسطيني والعائلة الفلسطينية وهم زاد القضية وليست اسلحة ايران العبثية الوهمية التي لم ولن تحقق ردعا، وهدفها استخدام العجز العربي من اجل مزيد من اسقاط الدول العربية وليس من اجل تقوية فلسطين.
في صراع امبراطوري، فارسي اوربي، لامكان فيه لا لفلسطين ولا للعرب.
تتحكم غرفة عمليات الحرس الثوري باذرع ايران في اليمن والعراق ولبنان وللاسف انها اخترقت حماس ايضا، وتحرك صواريخها وطائراتها منزوعة المسئولية الشعبية تجاه فلسطين وتجاه العرب جميعا.
حينما قال حسن نصر الله مابعد حيفا، لم يكن يقصد فلسطين بل يقصد بقية عواصم العالم العربي، يريدون مائة غزة في العالم العربي، تطحن جميعا فيما تتزايد خيوط القوة بيد طهران.
تتباهى غرفة العمليات الواحدة بقدرتها على استخدام الجماعات المسلحة ضد أوطانها، وهو ما يخدم اسرائيل وايران معا.
ضعف بغداد ودمشق وصنعاء ليس انتصارا لفلسطين، بل لطهران.
اطلاق صاروخ في الهواء هنا او هناك، لايصيب هدفا الا انه يعطي المبرر تلو المبرر للتوحش الاسرائيلي لنهش المزيد من اكباد المجتمع الفلسطيني والعربي.
اقصفوا تل ابيب من طهران، حركوا الحرس الثوري من ايران.. حيث القوة الضاربة، ان كان هناك فعلا قوة ضاربة.
والا فاتركوا العرب يديرون معركتهم وفق قدراتهم واهدافهم، فمهما كان سوء العرب الا انهم لن يرسلوا الكبريت والقاز الى فلسطين لتحترق وهم يتدفئون.
فلسطين قضية انسانية، وليست محطة للتعبئة الشعبية ضد الدول في صراعات الاقطاب.