مقالات رأي

فلسطين عربية

د. لمياء الكندي

ما تعرضت له القضية الفلسطينية خلال العقدين الأخيرين من محاولات مصادرة عروبتها لحساب إيران شبيه بما تتعرض له اليمن من محاولة لسلخها عن محيطها العربي.

جهدت إيران على سلخ الهوية العربية لفلسطين واليمن واعتبارها ظل لسياستها.

أوجدت هذه الحالة تيار وطني في داخل اليمن يعادي ويقاطع كل ما له علاقة بإيران ونتج عن ذلك تعمق الشرخ بين مقاومة اليمن ضد الحوثيين ومقاومة فلسطين بسبب تصريحات بعض قادة حماس الذين أظهروا دعمهم للحوثيين وإيران على اعتبار أنهم يمثلون محور المقاومة في المنطقة.

نجحت إيران بالفعل طوال السنوات الماضيه على ترسيخ حالة الفصل الوجداني لدينا ولدى غالبية الشعوب العربية تجاه القضية الفلسطينية فلم يعد يعنينا ما يحدث في فلسطين.

تم بخبث تصوير المقاومة الفلسطينية كشريك نضال مع إيران لتأتي اللحظة الراهنة وتعيد تشكيل المشهد تماما فطوفان الأقصى وما نتج عنه أعاد القضية الفلسطينية إلى الوجدان العربي من جديد.

أفقنا صباح الأمس على صباح جديد فرض واقعا جديدا تكرس فيه مشروعية الإنتماء للقضية الفلسطينية.

عادت فلسطين عربية وعاد الشعب العربي برمته ليكون حاضنا للقضية الفلسطينية.

وما يتوجب علينا اليوم فعله تجاه هذه القضية أن نجردها من محاولة التجريف الفارسي لهويتها.

على الصوت العربي أن يعلو في الشوارع والساحات وفي كل المحافل الدولية لنؤكد أن فلسطين عربية وبأنها قضية العرب الأولى.

علينا أن نستثمر هذا الحدث ونعيد من خلاله توحيد الشعب العربي علينا أن نرفع اعلام فلسطين بجوار علم اليمن ومشاهد عنفوان المقاومة التي مرغت مكانة الاحتلال وضربت اعتباره .

علينا أن نمضي في تعرية إسرائيل وإيران وأذرعها في غزة والقدس وبيروت والضاحية وفي صنعاء وصعدة علينا أن نرفع صور نتنياهو كمجرم حرب برفقة عبدالملك الحوثي والمرشد الإيراني.

علينا أن نعري متاجرتهم بالقضية الفلسطينية
وأن نتبنى الخطاب الشعبي والإعلامي المناصر للقضية الفلسطينية.

لا ينبغي أن نترك فلسطين لإعلام إيران وحزب الله والإعلام الحوثي كما لو كانت قضيتهم،
إنهم مجرد سماسرة يتاجرون بالقضية الفلسطينية لا أكثر.

فلسطين قضية شعبها وقضية العرب والمسلمين وتاريخنا ونضالنا المشترك عبر التاريخ يفرض علينا أن نقاوم إيران وأذرعها كما نقاوم إسرائيل وبشاعتها.

تعليقات الفيس بوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى