لا غرابة في تطاولهم على أهداف ثورة ال26 من سبتمبر
عمار القعطبي
ليس غريباً أن تصل الجرأة باليد السلالية إلى العبث بمنصوص أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد، وليس بالأمر الخارق للعادة أن تعمل السلالة على تشويه الرموز اليمنية وقلب الحقائق التاريخية، بل إن الغريب هو أن يُستغرب هذا الفعل من سلالة دأبت على تزييف التاريخ اليمني وتحريف مضامينه وطمس ملامحه على مدى قرون طويلة، والأغرب من ذلك هو اعتقاد البعض في إمكانية نجاح سلام يفضي إلى شراكة دائمة تقوم على أساس الثوابت الوطنية مع سلالة لا تنظر إلى الثوابت الوطنية لليمنيين إلا على أنها مجرد عوائق تقف حائلاً دون نجاح مشروعها الكهنوتي وبالتالي فهي ملزمة -باعتقادها- بإزالة تلك العوائق وتهيئة الظروف لترسيخ مشروعها الذي لا يمكن ترسيخه إلا على أنقاض الثوابث الوطنية لليمنيين، لذا فإن إمكانية دخولها في شراكة عادلة مع اليمنيين تعد ضرباً من الوهم المحض الذي لا طائل منه.
والحقيقة الخالصة تؤكد استحالة حدوث ذلك وتثبت أن الصراع القائم بين اليمنيين ومشروع السلالة ما هو إلا صراع الليل والنهار الذي لا يمكن حله إلا بحسمه لصالح طرف واحد وهو صراع نقيضين يستحال المواءمة بينهما بمبادرات السلام واتفاقيات الشراكة، ولن تحدث المعجزة التي ستقنع اليمنيين بالسباحة في فلك السلالة او تقنع السلالة بالسباحة في فلك اليمنيين.
إن أهداف السادس والعشرين من سبتمبر تتنافى تماماً من أهداف المشروع السلالي وبالتالي فمن البديهي أن تسعى السلالة للقضاء على الصياغة الحرفية لها بعد أن قضت على مضمون تلك الأهداف التي لم تكن يوماً مؤمنة بها ولن تكون ، إذ كيف لسلالة تجسد معنى الاستبداد ومخلفات الإمامة والاستعمار أن تؤمن بهدف يدعو إلى التحرر من كليهما..؟
وكيف لسلالة عنصرية التكوين ترتكز نظرتها الى السلطة على خرافة حصر حق الحكم في فئتها أن تساعد على إنشاء مجتمع ديمقراطي عادل وإزالة الفوارق بين طبقات المجتمع..؟
وهل من المعقول لسلالة ترى في تمزيق نسيج المجتمع اليمني وإشعال الحروب والصراعات بين فئاته شرطاً أساسياً لديمومتها واستمراريتها ونجاح مشروعها أن تعمل على تحقيق وحدة وطنية يمنية..؟
وكيف يمكن التصديق بأن جماعة لا تنمو ولا تتكاثر إلا في مستنقعات الجهل والبطالة ستساعد على رفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً؟
والساذج من يتقنع بأن جماعة خارجية المنشأ والفكر والغاية ستدعم فكرة بناء جيش وطني قوي مهمته حماية البلد وسيادته وثورته والحفاظ على مكتسباته أو أن تحترم المواثيق والمعاهدات الدولية إلا بقدر ما يضمن مصلحة الممول والداعم المتمثل في دولة الملالي الإيرانية.
إن مشكلة اليمنيين الحقيقية تكمن في نظرة بعضهم للسلالة الكنهوتية على أنها خصم سياسي تخوض معهم صراعاً على السلطة فحسب، وهذا ما يؤكده ارتفاع اصواتهم بالشجب والاستنكار والتنديد والاستغراب كلما تطاولت السلالة على الثوابت والرموز اليمنية المقدسة وكأن ذلك ليس جوهر مهمتها ولا هو مشروعها الكهنوتي الاستعماري.
ويجب على اليمنيين كل اليمنيين أن يعوا قبل فوات الأوان حقيقة أن المشروع السلالي في اليمن لا يختلف بمثقال ذرة عن المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة، وأن يُبنى موقفهم تجاه السلالة على هذا الوعي ما لم فسيصحو العالم عما قريب على يمن فارسية الفكر والهوية والتاريخ. وهذا ما لن نسمح بحدوثه.