الربيع وتساقط الورق
ياسر الصيوعي
لا ندري من صنعه ولا من أجهضه إن كان قد حصل له إجهاض حسب مزاعم أدواته…
لكنه في الواقع حجرٌ سقطت على رؤوس أوطانٍ فدمرته!
هذا ما شاهدناه ولا زال هو شاهدٌ على نفسه حتى اليوم.
مابين خريف العقد الماضي في تونس واليمن وسوريا وليبيا ومصر وما حل بالعراق ودول الجوار لتلك الاوطان والمشهد واحد والآثار دمار وفيه تساقطت الأوراق ويبست الأرض وضمرت الأزهار.
القتل مسلسلٌ لم يتوقف حتى اليوم والدماء أنهارٌ تتدفق والأطفال يولدون أيتاماً لتهون عليهم مصيبتهم إلى جانب من رأى أباه يلقى حتفه أمام عينيه ليعيش يتيماً مكلوماً.
أما نساء المسلمين. فقليلٌ منهن من تتفاخر بحياة زوجها وكونها إلى كنف رجلٍ يعيش معها.!
أتساءل ماهذا الربيع الذي لبس لباس الخريف وأمتاز بالبرد القارس.؟
ماهذا الربيع الذي جعل نظام الغاب يسود بني آدم ويعوزهم كل يومٍ إلى غراب.
غرابٌ يهديهم إلى دفن إخوانهم فقد تخم وتعفن بهم التراب.!
عذراً آيها الأبرياء.. وسحقاً لتلك الأدوات الرخيصة التي أبكت الرجال وأذهبت سعادة الأجيال ويتمت الأطفال ورملت النساء ولم تبق للنظام والقانون مكاناً إلى جانب نظامهم نظام الغاب
المؤلم حقاً أن نرى تلك الأدوات التي صعّدّت وركبت تلك الموجة اليوم يرفلون في ثياب السعد ظناً منهم ويسكنون فلل الرفاء ويركبون مراكب الثراء بعد أن أتوا من بيت الزاهدين ومنابر الواعظين ومعاهد العلماء والمثقفين. ومن ثم يلقون باللوم على أنظمةٍ أرست نظاماً وحمت سلاماً وإن تخللها قصورٌ فليس بمقارن مع ما نحن اليوم عليه من الفساد والحرب والإقصاء والقصور..
لكن سر ذلك التقدير يكمن بين حياة الضمير وموت الضمير.
فبينما ماتت ضمائرُهم. لم يروا سوى ما يخدم مصالحهم ويثبت ركائزهم ويعود عليهم بالنفع وعوائلهم.
أما أهل الضمائر الحية فإنهم ومنذ إهتزاز شجرة أوطانهم المباركة ثابتون على مبادئهم مخلصون في ولائهم ووطنيتهم يمسكون بتلك الشجرة كي لا تسقط.
تبكي قلوبهم قبل أعينهم كلما سقطت أوراق تلك الأغصان المخضرة فتراهم بين راحلٍ إلى المقابر في سبيل الله ثم أوطانهم وبين مترددٍ على مستشفيات عدمت قدراتها في وطنٍ كانت قبلهم تؤدي وظيفتها على أكمل وجه….
ماذا نحكي وبماذا نشكي وعلى ماذا نبكي يا وجه الخريف المشؤم؟
وفي الأخير.
هل تستطيع تلك الأدوات الرخيصة والدعوات والمظاهرات المخادعة أن يثبتون حلول ربيعٍ حل على أوطاننا منذ التقموا بوق الكذب والعهر السياسي؟ أم أننا منذ عقدٍ من الزمان وأكثر نعيش خريفاً مُخيفاً…
أدع الجواب لكم…