مقالات رأي

مراكز فاطمة بابطين والجرعة الجديدة

بقلم / زايد بن شهاب

تتأهب مراكز فاطمة بابطين الطبية لرعاية مرضى الفشل الكلوي بوادي حضرموت لتقديم جرعة توعوية جديدة للمجتمع، بهدف نشر ثقافة الوقاية من داء الفشل الكلوي، وتتزامن الحملة التوعوية مع اليوم العالمي للكلى، المحدد من قبل منظمة الصحة العالمية في الخميس الثاني من شهر مارس من كل عام.
يحرص القائمون على مراكز فاطمة بابطين منذ انشاءها في ٢٠٠٣م على تقديم الرعاية المجانية لمرضى الفشل الكلوي وبأعلى المستويات، ويشمل ذلك المبادرات التوعية المجتمعية المخصصة لكل فئات المجتمع و عبر الوسائل التوعوية التي تتناسب مع الاختلافات المجتمعية.

مايميز هذه الحملات انها ترتكز على دراسة الإحصائيات الدقيقة للأسباب والسلوكيات التي تؤدي للإصابة بالفشل الكلوي، فهناك اسباب عالمية مثل مرض السكري والضغط، وهناك أسباب خاصة في وادي حضرموت مثل إهمال الرعاية الصحية لدى المصابين بحصوات الكلى؛ وإدارة المراكز والأطباء المختصين بها، يعملوا على صياغة رسائل الحملة بحسب نتيجة دراسة إحصائيات المصابين المستجدين.

تعد هذه الحملة التوعوية العاشرة التي تنظمها مراكز فاطمة بابطين بوادي حضرموت، وقد خلقت هذه الحملات حالة من الإتصال الفعال مع المجتمع سنويا، فالجميع يترقب بشوق ماهي الرسالة التحذيرية التي تطلقها المراكز، ولمسنا ذلك من خلال مبادرة عدد من مدارس التعليم الأساسي والثانويات في تنظيم يوم توعوي خاص لطلابها وأولياء أمورهم، وكذا مساهمة عدد من الفرق التطوعية في إيصال رسالة الحملة.

كنت احد أعضاء فريق الحملات التوعوية التي تنظمها المراكز تحت إشراف مكتب فرع وزارة الصحة العامة والسكان بالوادي والصحراء، خلال الفترة من ٢٠١٤ إلى ٢٠١٦م لثلاث حملات متتالية الأولى والثانية والثالثة، وكانت هذه الحملات بالنسبة لي هي البدايات والمتنفس الذي مارست فيه عمل الإعلام بوظيفة التوعية والتثقيف، وقد منحني مدير المراكز الأخ العزيز مساعد برويشد الفرصة الكاملة في تنفيذ خطط تلك الحملات، و غمرنا عند التحضير لها حماس وتشجيع كل العاملين أطباء وممرضين وكادر إداري.

ونحن نعيش عام ٢٠٢٣م، تعيش مراكز الكلى بوادي حضرموت عامها ال٢٠، عشرون عاما من التميز والتطور والعطاء، ولست مبالغا حينما اصفها بانها نموذجا فريدا ناجحا في بلادنا، ترتفع نسبة جودته كل عام، حتى أصبحت تنافس مراكز رعاية مرضى الفشل الكلوي بدول الخليج، لست مبالغاّ! ولكن بشهادات سمعتها بأذني من العديد من الزوار والمستفيدين.
يبقى الفضل لله اولاً في نجاح هذا الصرح الطبي الانساني العظيم،ثم لكل الداعمين وعلى رأسهم أولاد المرحوم الشيخ صالح عمر بابكر، وصاحب فكرة الانشاء والتأسيس الدكتور محمد عيظة بامدحج الذي يغمرنا دائما بكلمات التشجيع والثناء عقب الانتهاء من الحملات التوعوية، وكذا مؤسسة صلة للتنمية الجهة الداعمة والممولة، والطواقم الطبية والفنية والإدارية الذين بتناغمهم وتجانسهم اضفوا اللمعان لهذه المراكز.

كم انا فخور جدا كوني عملت يوما في هذه المراكز، وتغمرني السعادة عندما يحين موعد الحملة التوعوية السنوية، واشاهد زملائي يبلوا بلاء حسنا بغية تحقيق أهداف الحملة، وهي إحداث تأثير في المجتمع للحد من تزايد اعداد المصابين بالفشل الكلوي.

تعليقات الفيس بوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى