الرئيس العليمي عقل يمني من نسخة فريده
بقلم المهندس حمير السبئي
الرئيس رشاد العليمي ليس نسخة من احد هو عقل يمني من نسخة فريدة كونه يعرف اليمن ومجالها العربي هو ليس صالح وليس هادي لايبحث عن دولة خاصة بعائلة او جهة او فئة صبور وقوي وليس متهور وضعيف يبحث عن دولة لكل اليمنيين وليس مجد شخصي
كان صالح يعزز في سياساته نشوة القائد الذي يريد يسيطر ولو على حساب البلد وتكريس سلطة مسلحة في المركز وتحويل كل اليمن الى هامش الدولة فيها في الطقم المسلح مع هامش ضئيل في التنمية وهذه السياسة جعلت الدولة تنهار عندما انهار مؤسسات في المركز
أما هادي فاستغرقه الماضي. وصراعاته وعقدة كونه رئيس من خارج ذهنية الحق السلالي والعائلي والجهوي في الحكم اضافة لعدم تجاوزه لتركيزه على الصراع مع المثلث أكثر من التركيز على إنتاج الحلول ومعالجة أخطاء الماضي ..
بينما ينتهج الرئيس رشاد المكاشفة والعمل على السطح وعدم تأجيل الأمراض الناتجه عن عقد الماضي من داخلها باظهارها للسطح ثم مواجهتها وليس شرط المواجهة تكون بتصريحات نارية ظاهرة تزيد المرض مرضا …هناك أساليب كثيرة لعلاج الامراض عندما يكون لدينا سياسي بعقلية طبيب سياسي للدولة والمجتمع يحمل مشرط الجراح في اللحظة المناسبة ….ومشرط الجراح قد ينتج صراخ وشتائم للطبيب ذاته لكنه مدخل للتعافي .
بعبقرية سياسية ودافع وطني يسعى الرئيس العليمي لاخراج الدولة اليمنية متماسكة في بنيتها السياسية التوافقية وتجاوز واحدة من المهام الصعبة التي كادت ان تعصف بالتوافق داخل المجلس الرئاسي وانهيار منظومة الدولة الشرعية في حرص يظهره الرجل الذي نضجته التجارب على تماسك الاجماع الوطني الذي يرأسه وبنطرة المدرك لتعقيد المعركة التي يخوضها في مربع الشرعية من اجل المعركة المؤجلة لاستعادة الدولة من قبضة المليشيا الحوثية الايرانية
اندلع الصراع المسلح في شبوة بينما كانت اللجنة الأمنية والعسكرية قد عقدت اجتماعها الموسع مع المجلس الرئاسي لتسليم رؤيتها النظرية المرحلية حول توحيد الجيش والأمن
كان الصراع المسلح بين القوى التي يقودها المحافظ والعمالقة ودفاع شبوة والقوى التي يقودها بلكعب وجحدر حنش ولم يقتصر الأمر على الواقع العكسري الميداني لكن الأمر انعكس على الصعيد الاعلامي والسياسي وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي معركة موازية للمعركة الميدانية
لايزال رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة في مرحلة توحيد الجيش والأمن وذلك كان الخيار السياسي هو المتاح واحتواء الصراع من خلال السياسة حيث اوكل الى وزارة الدفاع والداخلية مهمة سياسية اكثر من كونها عسكرية تتمثل بوساطة تنزع الفتيل وتمنع خروج الصراع عن السيطرة التي يصعب التحكم بها وضمن هدف مركزي يتمثل بالحفاظ على التوافق وتجنب اندلاع صراع مسلح شامل
كان يتطلب الأمر تشكيل غرفة عمليات في حالة انعقاد دائم وزير الدفاع ووزير الداخلية ومتابعة مستمرة من الرئاسة بينما اتجه الرئيس فورا بزيارة عاجلة الى الامارات ومن ثم السعودية للمساعدة في استمرار التوافق والمضي نحو تفعيل مؤسسات الدولة والسعي لعودة التوافق بين المكونات وضبط ايقاع المرحلة السياسة على بوصلة المرجعيات الوطنية التي تمثل موجهات للمرحلة وللدولة وفق بيئة تشاركية برعاية التحالف العربي بقيادة الاشقاء في السعودية والامارات
يقف الرئيس في خندق الدولة كملاذ وحيد وحصن اخير للأمن القومي اليمني والعربي منطلقا من الحرص على العمل مع كل المكونات وفي سعي منه للبحث عن اسناد من التحالف لتدعيم عملية التوافق والبحث عن بناء الثقة بين والتخفيف من حدة الصراع بين المكونات المحلية في مابينها
والمكونات المحلية والتحالف على قاعدة واحدية المعركة لمقاومة المليشيا الحوثية.. الذراع الايرانية التي تهدد اليمن والأقليم والعالم
وصل الرئيس العليمي والدولة بلا سلطة في العاصمة المؤقتة عدن وعمل من خلال الصلاحيات الممنوحة في الاعلان الدستوري على تفعيل مؤسسة الرئاسة من الصفر وخلق انسجام يؤسس لتوافق طويل المدى قبل ان يعكر الصراع المسلح صفو التوافق ويعود البعض لخنده الخاص استمر الرئيس العليمي كرئيس للدولة في خندق الدولة وفي التحرك السياسي وجولته الخليجية لأبو ظبي والرياض من اجل البحث عن اسناد لجهود تفعيل الدولة واستمرار التوافق
ونزع فتيل الصراع في البيت الداخلي للشرعية وهو المتاح الذي يعمل من خلاله فما من قوة للدولة التي يرأسها الرجل سوى السياسة وادارة المرحلة بحنكة السياسي واسع الأفق صاحب التجربة والمراس السياسي والفهم العميق للدولة اليمنية سياسيا واجتماعيا وجغرافيا وتاريخيا
بالسياسة والعقل الديناميكي التواصلي يسعى الرئيس العليمي للعبور بالدولة وتجاوز الحقول الشائكة التي تمر بها وتداخل الملفات الاقليمية والمحلية وهو مايدركه الرئيس الذي يسعى للعمل من اجل الدولة لكي تقف الدولة على اقدامها كرافعة للجميع وتجنب النيل من اي مكون وكسره ودون ان تكسر الدولة او التحالف كون ذلك يصب لمصلحة الحوثي وايران الذي لايرى في اليمن الا قاعدة عسكرية ايرانية لخدمة النفوذ الايراني الطائفي
يهندس الرئيس الفرصة الأخيرة لليمنيين لاستعادة الدولة اليمنية الموحدة بسلطة تشاركية بين الشمال والجنوب في معركة موحدة ضد الحوثي وتباين سياسي بين المكونات وهذا مالايدركه الجميع ان الرئيس يدير اختلاف الرؤي للحفاظ على الحد الأدنى من التوافق وبصلاحيات الاعلان الدستوري كرئيس للدولة بشخصيتها الاعتبارية والدستورية…