لا تسمح للباطل أن يبدأ بغيرك
ماجد ياسين
عندما رأى علي بن أبي طالب رضي الله عنه كيف أصبحت الخلافة تُطلب بالسيوف بعد أن كانت تُعقد بالبيعة، قال: إنما مثلي ومثل عثمان مثل ثيران ثلاثة كانوا في غابة، أحدهم أبيض، والثاني أسود، والثالث أحمر، وكان معهم أسد، فكان لا يقدر عليهم مجتمعين، فقال للثور الأسود والأحمر إنه لا يدل علينا في موضعنا هذا إلا الثور الأبيض، فإن لونه مشهور ولوني على لونكما، فلو تركتماني آكله لصفا لنا العيش بعد ذلك، وكُتم أمرنا، فقالا: دونك فكله! ثم قال للثور الأحمر: لوني على لونك فدعني آكل الأسود، فيصفو لنا العيش بعد ذلك، فقال له: دونك فكله! فأكله، ثم بعد أيام قال للثور الأحمر: إني آكلك لا محالة، فقال: دعني أنادي أولًا، فأذن له، فنادى بأعلى صوته: ألا إني أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض! ألا وإني وهنت يوم قُتل عثمان!
فلا تسمح للباطل أن يبدأ بغيرك، لأنه حتمًا سيصلك، كل معتقل ظلمًا لا تقف معه، أنت في الحقيقة تحجز لك مكانًا في الزنزانة المجاورة، كل وظيفة لا يمكن الوصول إليها إلا بالواسطة فتسكت لأن الأمر لا يعنيك، سيأتي يوم تصبح فيه الواسطة في أمر يعنيك، كل ضريبة جائرة تنأى بنفسك عنها لأنها اليوم لا تطالك لن يطول الأمر حتى يطالك مثلها، بعض السياسات جس نبض، وقد كثر الصفع على خدودنا لأننا سكتنا عند الكف الأول!