صدر حديثاً عن «مكتبة خالد بن الوليد – صنعاء» .. «الدين بين العقل والنقل» كتاب جديد للباحث والمؤلف المحامي: جميل شرف القدسي
البلاد الان – خاص:
صدر حديثاً عن مكتبة «خالد بن الوليد» بصنعاء، كتاب «الدين بين العقل والنقل»، للمؤلف المحامي: جميل شرف القدسي، وهو عن دراسة بحثية تحليلية مقارنة نوعية، تمثل بما كشفته وخلصت له من حقائق – دعوة جادة لحوار فكري عقلاني هادئ بين مختلف الاديان والطوائف، وذلك حول طبيعة وماهية الفكر الديني واسس اصلاحه .. كما تدحض وتعري في المقابل كافة الافكار والمفاهيم المغلوطة التي تروج لها العقائد والطوائف والمذاهب والفرق والجماعات والاحزاب الدينية السياسية المختلفة منها، والتي كانت السبب في اشاعة الفرقة والاقتتال بين ابناء الامة الواحدة في الزمان والمكان من التأريخ الإنساني .
ويقدم الكتاب الذي صدر في جزأين، تضمنا (42) فصلاً، موزعة على (1172) صفحة من القطع الكبير – قراءة واعية لعدد من الاديان الكبرى السائدة في العالم والطوائف المتفرعة عنها، مع التركيز على الدين الإسلامي، مبينا مكامن الاخطاء والتحريفات والمغالطات، التي بدورها مثلت مادة وارضية للشد والجذب بين مختلف المذاهب والفرق والطوائف والجماعات طيلة قرون.
وتضمن الكتاب في جزئه الاول، والذي يمثل اعادة قراءة معمقة للدين والحياة قائمة على العقل والمنطق – تصدير الطبعة الاولى، ومقدمة للكتاب وعدد (16) فصلا حملت العديد من العناوين والتقسيمات، اوضح فيها المؤلف بأسلوب بسيط وشيق، ولغة سهلة غير متكلفة الاسس الاتي استند اليها في قراءته لآيات القرآن الكريم والقائمة على قاعدة الادكار العقلي التي وردت في القرآن نفسه .. مؤكدا أن كلام الله تعالى جاء بأوصاف عديده كـ(المبين، والمفصل، والمحكم، والميسر، والمرتل، والعربي)، كما جاء بقواعد عامة وأخرى مفصلة تاركا لعقل وفكر الإنسان اعمال العرف والقانون في التفاصيل بحسب الزمان والمكان.
وقدم المؤلف في الفصل الاول من الكتاب مقارنة عميقة وخاطفة بين التوراة «العهد القديم» – والقرآن، مبينا طبيعة التحريف الفاضح حسب قوله، بين آيات القرآن ونصوص توراة العهد القديم (اليهود) وغيرها من النصوص المستحدثة .. وتناول في الفصلين الثاني، والثالث أقسام ومباحث التلمود،والطوائف والفرق والجماعات اليهودية مع شرح مقتضب لنشأتها، في حين قدم في الفصل الرابع قراءة مقارنة بين إنجيل القرآن والأناجيل المتعددة، اما الفصلين الخامس والسادس فإستعرض فيهما فكر العقائد والأديان القديمة وتعريفات بسيطة بعقائد وأديان الهند وشعوب الصين قديما.
واستعرض المؤلف في الفصل السابع التشريعات الإنسانية القديمة «قوانين بابل»، وتناول في الفصل الثامن فقه القانون الروماني «قوانين بابل – قانون رما» .. اما الفصلين التاسع والعاشر فتناول فيهما نشأة وصناعة المذاهب والطوائف والجماعات الإسلامية «الدين السياسي» قديما وحديثا .. وتناول المرلف في فصول الكتاب من (11 -15) فقه التحريف لكلا من: (التاريخ العربي الإسلامي – الفقه الإسلامي – مدرسة الحديث – أحاديث المذهب الشيعي – أحاديث السنة)، وحمل الفصل السادش عشر عنوان: تأكيد مشروعية التحريف في الفكر الإسلام -كتاب «الملل والنحل» أنموذجاً.
اما في الجزء الثاني من الكتاب والذي تضمن (26) فصلا .. تناول المؤلف في الفصل الاول موضوع الكينونة بين الأمر والجدلية «الخالق والمخلوق»، وفي الفصل الثاني أركان الدين والحياة اما الفصل الثالث فحمل عنوان الأيمان والعمل، وجاء الرابع بعنوان فقه الرسالة والرسول والنبي .. اما بقية فصول الكتاب (5-26) فقدم فيها المؤلف قراءة فقهية وتعريفية وتحليلية ومقارنة لعدد من الموضوعات الدينية والحياتية الهامة وهي: (الحلال – الحرام – العرف والأعراف – الصلاة – الزكاة – الصيام – الحج والعمرة – المواريث – الوصية والفروض – فقه المرأة – الأنثى أصل النفس والتكاثر – فقه الزمن – الختان – فقه الاعياد والمناسبات – فقه الجهاد – فقه الرق والعبيد – الايتام – فقه الأسرة والمجتمع – فقه النذر – فقه الجريمة والعقاب – فقه الحياة في السماء – دين الله ودولة الإنسان – الموت و آخر الزمان و أحوال القيامة – حقيقة الجنة والنار).
وبشكل عام فإن الكتاب، الذي يؤكد من حجمه ومضمونه الكبير والغزير طبيعة الجهد الكبير والخارق الذي بذله المؤلف فيه – يضيف إلى تصوراتنا وقناعاتنا الدينية الكثير من المعارف والمفاهيم والمعلومات الهامة والقيمة، كما يكشف لنا الكثير الحقائق والخفايا والاسرار، التي ضلت مغيبة عنا طيلة قرون طويلة، ولا تزال مجهولة للعامة حتى اليوم، والتي استقاها المؤلف من مصادر موثوقة ومؤكدة كثيرة، وهو الامر الذي يمكن القارئ الحصيف من الوقوف على الكثير من المبهم، والإجابة عن جملة من الاسئلة الوجودية الملحة .. وهذه مجتمعة بدورها تعزز من قيمة واهمية وفحوى الكتاب بجزأيه، وتجعل منه مرجعا علميا وفقهيا هاما جديراً بالاقتناء والقراءة، خصوصا لعلماء الدين والفقه والأحكام، وغيرهم من الدارسين والباحثين في شئون الاديان، والنخب المختلفة بشكل عام.