لا صوت يعلو في الميركاتو على صوت معركة ريال مدريد وباريس سان جيرمان حول كيليان مبابي، وأزمة اللاعب نفسه مع ناديه الذي لم يتورع عن انتقاده بشكل علني عبر وسائل الإعلام، على لسان رئيسه ناصر الخليفي.
لكن الخليفي شعر كأنه تلقى طعنة في الظهر من أبرز نجوم سان جيرمان، وحجر أساس مشروع الفريق.
وهو ما عبر عنه المسؤول القطري، قائلًا: “شعرت بخيبة أمل لأن هذا ليس كيليان، فهو شاب رائع.. أما حاليا فهو ليس الشخص الذي أعرفه”.
“هجوم معاكس”
في المقابل، شن نجم الديوك هجومًا لاذعًا على أوضاع النادي الباريسي، حيث قال خلال حوار مع مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية، نُشر اليوم السبت: “اللعب في سان جيرمان لا يساعد كثيرًا، لأنه فريق منقسم ونادٍ منقسم.. لذا بالطبع يجذب القيل والقال”.
واستدرك مبابي: “لكن هذا لا يزعجني، لأنني أعرف ما أفعله وكيف أفعله”.
وبشأن عدم قدرة فريقه على الفوز بدوري أبطال أوروبا، قال: “لا أعرف ما الذي يفتقده باريس سان جيرمان.. إنه ليس سؤالًا كبيرًا بالنسبة لي”.
وواصل: “فعلنا ما في وسعنا… عليك التحدث إلى الأشخاص الذين يشكلون الفريق وينظمونه، والذين يبنون هذا النادي.. أحاول فقط القيام بعملي بأفضل ما أستطيع”.
وبينما تدور رحى الحرب داخل أروقة سان جيرمان التي يسودها الضباب، يترقب ريال مدريد ما ستؤول إليه أمور هدفه الأول في الميركاتو، إذ يتحين الفرصة للانقضاض على مبابي الذي يعد بطل أحلام رئيس النادي الملكي، فلورنتينو بيريز.
وهو ما لا يخفيه الريال نفسه، حتى أن حسابه الرسمي باللغة الفرنسية نشر، أمس الجمعة، لافتة رفعتها جماهير الميرينجي بالكاميرون، خاطبت فيها مبابي الذي يزور بلاد والده حاليًا، قائلةً: “رابطة ريال مدريد ومنسقوها تتمنى قدوم كليان مبابي.. ننتظرك في مدريد”.
لكن الميرينجي يفضل، فيما يبدو، ضم مبابي الصيف المقبل بالمجان، ولا يبدو بيريز متعجلًا في إتمام الصفقة، خصوصًا في ظل المغالاة المتوقعة من جانب باريس سان جيرمان.
ولا تقتصر التكهنات حول مستقبل مبابي على ريال مدريد فقط، بل تشمل أيضًا أندية أخرى مثل آرسنال، الذي يعد الخيار الأول للنجم الفرنسي في حال انتقاله للبريميرليج، بحسب صحيفة “إندبندنت” البريطانية.
انقسام جماهيري
وعلى المستوى الجماهيري تتعمق الانقسامات أيضًا، خصوصًا بين مشجعي النادي الملكي، حيث يفضل بعضهم صرف النظر عن اللاعب الذي تراجع عن الانضمام للريال، الصيف الماضي، وقرر في النهاية الرضوخ لضغوط الإدارة الباريسية، بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من حط رحاله في سانتياجو برنابيو.
لكن في المقابل، ينظر قطاع واسع من جماهير النادي الملكي للأمور ببراجماتية كروية، ويعتقدون أن إضاعة فرصة التعاقد مع أحد أفضل لاعبي العالم سيكون ذنبًا لا يُغتفر.
أما الجماهير الباريسية فما زالت خيبات الأمل تلاحقها، ولا ينفك سقف التوقعات العالي عن السقوط فوق رؤوسها.