بقلم/ ياسر الصيوعي
يلعب المسؤولون الحكوميون، سواء كانوا دبلوماسيين أو وزراء أو رؤساء دول، دورًا محوريًا في تمثيل بلادهم على الساحة الدولية. ينعكس هذا الدور على صورة الدولة عالميًا من خلال عدة أبعاد
فمن خلال تمثيل السياسات الوطنية والدفاع عن المصالح فإنهم يعكسون رؤية وسياسات بلادهم في المحافل الدولية والمؤتمرات الاقتصادية والسياسية. وكل تصريح أو موقف يتخذونه يؤثر على صورة الدولة إما إيجابًا أو سلبًا
كما يلعب المسؤول دوراً في بناء العلاقات الدبلوماسية وتعزيز التعاون الدولي و تحسين صورة الدولة ككيان مؤثر ومتعاون على الساحة الدولية.
كما أن طريقة تعامل المسؤولين مع الأزمات سواء كانت سياسية أو إقتصادية أو إنسانية ونقلها في قالب الدوبلوماسية وكريزما الشخصية المهنية تعكس مدى نضج الدولة دبلوماسيًا وقدرتها على التأثير الإيجابي في المجتمع الدولي والمساعدة في إعادة تصحيح مسارها المتعثر وتشغيل مؤسساتها المتعطلة .
وهذا بحد ذاته يدفع بالآخرين إلى التفاعل الايجابي والتعاون المتبادل بين الدول وفق أسس وبنود يتم الاتفاق عليها بكل ثقة وأريحية .
بذلك وغيره يحضى المسؤول بحفاوة الإستقبال وكريم الضيافة عندما يحل ضيفاً في بلدٍ شقيقة أو صديقة في زيارة رسمية يمثل من خلالها بلاده .
بلاده التي ستظل فخورةً به ومستذكرةً له تميزه وثباته عندما يقف على رأس وفدٍ بإسم اليمن أو ممثلاً لبلاده رسمياً.
الدكتور شائع محسن الزنداني شخصية إستثنائية في حضوره وزياراته الرسمية كممثل لبلاده ومنذ توليه منصب الوزارة.
وهي نتاج خبرة ومصداقية عندما كان سفيراً في بلدان عدة للجمهورية اليمنية وكيف استطاع أن يعطي للمسؤولية معناها في صورة إنسان مهني و متفاني.
من يسترجع شريط حضوره في المحافل والمؤتمرات التي حضرها خلال تلك الأشهر وهو وزيراً للخارجية اليمنية وكلماته في الإجتماعات والمؤتمرات التي حضرها ممثلاً لبلادنا ومنها ترأسه لإجتماع الجامعة العربية في دورتها 162 الدورية بالقاهرة والتي من حسن الحظ أن أنعقدت وهو وزيراً حينها ليحسن التمثيل ويشرف الموقف وبعدها بأسبوعين رأس اللقاء التشاوري لوزراء الخارجية العرب للدورة ال79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك
وقريباً شاهدنا وتابعنا زياراته الرسمية واستقبال الأشقاء والأصدقاء لمعاليه وبروتكولات الإستقبالات المشرفة والتي توحي إلى إحترام المضيف للضيف وتقدير الشخص الذي يحترم مسؤوليته ويقدس مهمته ويقدم مصالح بلاده على مصالحه الشخصية رغم معرفة الخارج بواقع اليمن الجريح إلا أنك تشعر بتعافي وطنك أمام الآخرين في حضرة معالي الدكتور شائع الزنداني وخير مثال ما تثمر به زياراته من تفعيل اتفاقيات تعاون بين أغلب البلدان التي زارها كانت معطلة من أكثر من عشر سنوات
و من آخر تلك الزيارات على سبيل المثال لا الحصر ما قام بها من زيارات إلى الكويت ولقاءاته بكبار مسؤولي الدولة وعلى رأسهم ولي عهد دولة الكويت الشقيقة.
وما نتج عن ذلك من تعاون وتفعيل صندوق التنمية الكويتي في اليمن في خلال أسابيع من زيارته للكويت.
كذلك زيارته الأخيرة لدولة قطر الشقيقة وما حضي به من إستقبال مشرف وتكريم يستحقه معاليه ولقاءاته بكبار المسؤولين بدايةً برئيس مجلس
الوزراء وزير الخارجية القطري ورؤساء المؤسسات التنموية الداعمة والمؤثرة في اليمن .
وعلى مستوى الدول الصديقة لم يزر دولةً إلا وكانت هناك من الثمار والنتائج المشكورة لمعالية وخذ مثالاً زيارته الرسمية إلى اليابان وما نتج عنها من تفعيل اتفاقيات تعاون ودعم لبلادنا ومساندة للقضية اليمنية وغيرها كثير لولا أن العتب فعلاً على الدور الإعلامي الذي لم يظهر تلك النتائج لتظل منارةً للمسترشد عن النجاح في ظل تعثر البلاد وأن النجاح لا توقفه التحديات.
نحن لا نتحدث هنا من باب مدح ذات الشخص فهو أغنى عن كلماتٍ وخربشة أقلام .
فقد عرفناه عن قرب لا ينساق وراء المديح ولا يأبه بالذم ما لم يكن نقداً بناءً تقبله بصدرٍ رحب ومسؤولية تشعرك أنه ينتظر منك النصيحة بكل تواضع .
عفواً معالي الوزير شائع فقد أبا القلم أن يغرف إلا من النجاح الذي يعرف ولم يجد هناك صورةً مثالية تمثل اليمن اليوم على الصعيد الخارجي أفضل من شخصك دون استنقاص من بعض البقية الصالحين .
وفي ذلك التعريج وددنا أن نرسم للآخرين صورة المسؤول الذي يجب أن نراه ويراه الشعب
في المكان المرموق يحترم مكانته كون ذلك الإحترام هو إحترام لدولة أسمها اليمن وهو على رأس وفدٍ يمثل من خلاله اليمن أو في زيارةٍ رسمية ينوب بها عن شعبٍ يقارب أربعين مليون نسمة .
كما يجب أن يحرص بالخروج من كل لقاء وزيارة على ما يعود بالفائدة والمصلحة لبلده لا تسويق ذاته وشخصه في الخارج وكفى .
المسؤول الذي تعقب زياراته وحضوره إنعكاسات وطنية إيجابية لا إساءة ونقد مبطن إلى بلاده .
وعندما نرسم تلك الصورة التي تجسدت في شخص معالي وزير الخارجية وشؤون المغتربين فإننا نطمح أن نراها في صورة كل مسؤول من رأس الهرم إلى أصغر مسؤول يقف ممثلاً لبلاده في الخارج .
اليمن اليوم جريحة تأن وتعاني الكثير من الصعاب ولن تتعافى مالم تتظافر الجهود ولن تتظافر الجهود مالم نبتعد عن الأنانية وحب الذات .
وعندما نترفع بأنفسنا عن الأنانية لا شك سنقوم بمسؤوليتنا إلى آخر نقطة ونسمح للآخر إكمال الطريق حتى نصل بالنجاح إلى ذروته .
فلو على سبيل المثال.
عندما يقوم وزير الخارجية بواجبه ويبرم اتفاقيات تعاون ودعم لبلاده الكسير ثم يترك وزير التخطيط أو الشؤون الاجتماعية أو غيره ممن يعنيه الاتفاق المبرم لاستكمال تنفيذ ذلك الاتفاق فإنها تعني العمل المؤسسي في أروع صورة .
لكن عندما أكون من يبرم الاتفاق ومن يكمل التنفيذ ومن يستقبل الدعم وليس هناك قنوات مؤسسية ولا رقابة ومحاسبة ولا خطط ومشاريع إستراتيجية معدة ومستقبلة للدعم فإنها الأنانية وحب الذات وتغليب المصلحة الشخصية والتي تجعل من الدول المانحة والمتعاونة النظر إلى بلدك ومسؤوليتك بعين الازدراء والإستصغار .
خلاصة الأمر.. هي رسالة لكل من يقف في الصف الأول أولاً ويمثل اليمن على المستويات والأصعدة الأعلى أو الوزارية أو المؤتمرات ودعوات المنظمات .
احترموا بلداً تاريخياً ذا حضارة ضاربة أسمه اليمن . وأنتم وفداً عنه إلى الخارج وثقوا بأنفسكم أولاً ليثق بكم الآخرون ولا ترضوا تدنيس شخصكم الكريم ولو بُذلت لكم العطايا فالوطن أولى من لعاعٍ يقلل من شأن اليمن الحضارة والإنسان ومن مد يده أو فتح بطنه ثقلت لسانه وتغيب دوره وضعف موقفه ورضي بما يُملأ عليه لا بما يطلبه شعبه ويستفيد منه وطنه .
خذوا من ذلك الهامة الوطنية والمهنية شائع الزنداني مثالاً و اجعلوه مدرسةً دون حرج .
وختاماً …
كلمات الشكر لا تفيك حقك معالي الوزير فقد أعدت وجهاً مشرقاً لليمن بدلاً عن وجهها الكالح كلما حضرت مؤتمراً أو زرت بلداً زيارة رسمية.
ولا نجد لك جزاءً أكثر من أن نقول :جزاك الله خيراً عن اليمن وأهله وزادك توفيقاً ونجاحاً.