مالم نكن نتمناه وقع وما نخشاه اقترب ولا مناص منه مالم يكن هناك تدخل قائد أو حكمة خبير بعد قدرة رب العالمين.
الأوضاع ساءت والمشاكل تتفاقمت وتتابعت والمواطن هو من يشكو ويتجرع الضرر .
ليست كهرباء عدن اليوم هي المشكلة الجذرية كما يتصورها الكثير بل هي نتيجة واحدة من النتائج السلبية لفساد إداري مكتمل الأركان والتقصير.
المشكلة الكبيرة تكمن في إدارة البلد وأهداف قيادتها والمسؤولين عنها .
الشعب بات ينتظر منقذ من أي طرف وأي مكانٍ يأتي حتى لو يأتي من كوكب زحل وحاشاه أن يعيد كلمة (ارحل) .
بمعنى أننا أصبحنا نفتقر لأبسط ثقة شعب في قيادته مع إحترامي لأنفسنا لكن هي الحقيقة التي لا تختبئ اليوم عن أعين البعيد فضلاً عن القريب .
أصبح وضع البلاد على المحك ما بين إنهيار تام للمنظومة الخدمية ومؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية كافة وبين التنازل عن المسؤولية من قبل الجميع وأولهم المجلس الأعلى للدولة مكرهاً لا بطلاً عندما تخلو الحلول من حقائبه وهذا أخطر أمر كنا ولا زلنا نخشاه في حال تخلى الجميع عن المسؤولية بسبب العجز والفقر إلى أبسط الحلول الممكنة .ومالم ينبرئ قائدٌ بقرارٍ يحمل مشروع كامل وإذعان وتنفيذ مسؤول ومحاسبة عاجلة تجاه أبسط تقصير .
وإلا فهناك لا شك سيكون للوبي الخطير والمخترق لصفوف الشرعية قولٌ فصل وسيتحكم بالمشهد بواسطة أبسط أذنابه وآياديه الخفية المغروزة في جسد الشرعية وستموت جميع تضحيات الشّرفاء.
وستساعده على تمكين أذرعه تعاطف الشعب مع المنقذ (المقنّع) والمقنع
والفراغ الدستوري الذي سيخلفه عجز القيادة عن القيادة وموظفين الإدارة عن الإدارة.
واعتراف العالم بمن على أرض الواقع المقبول بين شعبه الحامل حزمة حلول ( مشروع دولة ) وإن كان قبيح المنظر لا يرتدي المعطف ولا الكارفته ويبطن سوء النوايا وخطورة الإستراتيجية.
المحك الذي نحن اليوم عليه وبلادنا تتجه نحو الهاوية لا يعفي القيادة السياسية والحكومة اليمنية من مسؤولية الخروج منه نحو السلامة والإستقرار على أرضٍ صلبة نبدأ من عليها ببناء مؤسسات الدولة وإعادة ثقة المواطن بالقائد .
استلهاماً من منطق المسؤولية والصلاحيات الكاملة التي تحملناها ونلناها طيلة تلك السنوات الفائته.
ليست هناك معجزة ولا نحتاج إلى عصى سحرية للخروج من ذلك المنعطف الخطير .
بل نحن اليوم بحاجة إلى إتخاذ خطوات صادقة ومدروسة
مقنعة للشركاء والأشقاء والداعمين تمحو صورة التكسب الشخصي الذي ارتسم على جبيننا المخجل طيلة حضورنا على رأس المشهد واثبات ذلك لن يكون مالم يكن هناك مشروع واضح وبنود وطنية لا شخصية للنفقات ومراقبة وحسابات دقيقة تمنع تضخم بطوننا وتضمن ذلك للداعمين .
يعتليها جهاز رقابة ومحاسبة مدعوما بكافة الصلاحيات المطلقة والسلطة العليا الممنوحة له حسب الدستور .
ولن يدوم ذلك الوضع إن تم وتمت الموافقة لدعمه بل يجب أن نحرص على إيجاد حلولاً جذرية لتنمية وإعادة بناء مستدامة نعتمد فيها على أنفسنا بعد الله لا على إخواننا وأصدقائنا .
فالمثل الشعبي القائل ( ما مسقى روي) يعني نفس المثل ( من أعتمد على سبغ غيره أكلها جعز أو يابس) ومن جهل اللهجة يسأل عن المعنى إذا كان هناك أبسط اهتمام وما الأخ إلا سند لما تقوم به لا قائمٌ مكانك يعفيك حضوره.
الحلول الجذرية نحو تنمية مستدامة تجسدها بداية السماح لتشغيل الموارد السيادية وحوكمة الإدارة وترشيد الإنفاق.
وعودة القائد والمسؤول إلى أرض الوطن وإدارة شؤون البلد من على ترابها ليتذوق حاليها ومالحها فيزن طبخ مشروعه بما يتلاءم مع شعبه ومصالحة الداخلية والخارجية.
وبما أن لكل مشكلةٍ سبباً فإن حل تلك المشاكل تبدا بمعرفة ومعالجة ذلكم السبب ( العلة )
ولا شك أن من أهم أسباب ضعف القيادة وفشل الإدارة طيلة تلك الفترة الجامحة هو غيابنا عن ملامسة الواقع في أرض الوطن والتخمة التي أصابتنا نتيجة النعم المغدقة علينا وعلى ذوينا دون تفاصيل ( نكتفي بالإلماح ) بعكس لا يعكس مايعيشه المواطن والوطن.
فهل سيكون هناك قرارٌ حكيمٌ وعاجل يتخذه قائدٌ حازم معهودٌ عنه الحنكة مشهودٌ له بقوة الإرادة ودقة البصيرة ؟ لا زلنا نأمل ذلك .
مالم فإن ما نخشاه وارد والسقوط لن يكون بما نتوقعه بل أكثر من ذلك وبما يسعد العدو ويشهد له العالم بالنصر وسيكون مدوياً في السقوط مجلجلاً في الآذان وهذا ما سيجلب العار ويخلده التاريخ بما لا يسعنا تحمله ولا يشرف صاحبه وقبل ذلك سيصيب الوطن بالخيبة والدمار لا سمح الله ..
ومع ذلك فلا زال الأمل في الله ثم القيادة السياسية والحكومة اليمنية كبير
فالبدار البدار معشر القادة فوالله ما دفعنا إلى ذلك إلا حق النصح ومشاركة الرأي كمواطن قبل أن يكون مستشار وخوفاً وشفقة على وطننا المنهك والمنهار وإن كان ثمة قصور في الرؤى تعتريكم فإن هناك عدة رؤى مجتمعة في مشروع إستعادة بناء دولة نحتفظ بها متى شئتم الإطلاع عليها .
والسلام على من سمع وأذعن والعافية والنصر والإستقرار للوطن.
كتبه/
ياسر الصيوعي
مستشار حكومي