“عماد مغنيه” هو البيجر الأول الذي فجَّرت به “إسرائيل” الدول العربية، فيما اعتقد “قاسم سليماني وعماد مغنيه نفسه” أنهما “يحسنان صُنعا”، تماماً كما ظن أصحاب صفقة البياجر التقنية.
قبل عماد وبالتوازي معه، كان هناك تجربة سنية شديد الشبه بالتجربة الشيعية، هي تجربة الجهاديين بقيادة أسامة بن لادن.
مع الفارق أن أسامة تورَّط في الصراع المسلح بدون أرض محددة، سوى أفغانستان، فيما أراد الحرس الثوري الخميني، استهداف المملكة العربية السعودية قبل أمريكا وإسرائيل من داخل دولنا العربية، بإسقاط دولها وبناء نماذج مسلحة غير وطنية داخل البناء السياسي والتنظيمي للدول، بدءاً بلبنان وانتهاءً بمحاولات الصومال بعد إسقاط الدولة في اليمن.
ولم يكن “عماد مغنية” مشغولاً بالثنائية الطائفية.. أو لم يكن “ملتزماً بها” لذا فتح العلاقة مبكراً مع “تنظيم القاعدة” وحاول توحيد جهود “الجميع”.
ولا أدري كيف كان “عماد” ينظر للسعودية، هل كما هي نظرة الحرس الثوري والحركة الخمينية المأسورة لخطاب طائفي “حقير” أحيا كل العصبويات الصراعية في المنطقة بين السنة والشيعة، أم أنه مختلف.. حتى الآن ما خرج من إرث “عماد” التنظيري لا يكاد يُذكر.
وها هي فرقته الأثيرة “الرضوان” تلتهمها الحرب ليس بسبب قوة إسرائيل ولكن بسبب ما فجَّره “بيجر” التنظيم من صراعات وطنية ودينية داخل المجتمع المسلم في المنطقة.
الدول الوطنية هي وحدها القادرة على الحرب.. لأنها أولاً تؤمِّن الداخل من الانهيارات.
الحرب من الخارج ليست كالمقاومة من الداخل، إن لم تكن أنت الدولة، فأنت مهما كانت شعاراتك وأهدافك.. لست سوى “بيجر” بيد العدو.