صادق السعيدي
…………………………………………………………………..
في الذكرى الـ61 لثورة 14 أكتوبر، نسترجع أحداث هذه اللحظة التاريخية بكل فخر واعتزاز. هذه الثورة التي بدأت عام 1963 في جبال ردفان، لم تكن مجرد انتفاضة مسلحة ضد الاستعمار البريطاني، بل كانت رمزًا للصمود والإرادة الشعبية في وجه القوة الاستعمارية التي هيمنت على جنوب اليمن لسنوات طويلة.
نشأ جيل من اليمنيين على قصص النضال والتضحية التي قدمها رجال ونساء من مختلف الشرائح الاجتماعية من أجل تحرير الوطن. ففي كل ذكرى، نتذكر تلك اللحظات التي اجتمع فيها الشعب بصفوفه المختلفة ليقول بصوتٍ واحد: كفى للاستعمار، وكفى للظلم. كانت ثورة 14 أكتوبر، التي اندلعت في ردفان، امتدادًا طبيعيًا لمسار الكفاح التحرري، وهي استجابة حتمية لرغبة الناس في تقرير مصيرهم والعيش بكرامة.
ما يجعل هذه الذكرى مهمة اليوم ليس فقط ما تم تحقيقه في الماضي، بل الدروس التي ما زلنا نستلهمها. تعلمنا من تلك الثورة أن الحرية لا تأتي بلا ثمن، وأن الإرادة الجماعية للشعب قادرة على تغيير الواقع مهما كانت الصعوبات. ورغم مرور أكثر من ستة عقود، ما زالت تضحيات الأبطال تلهمنا للسعي نحو مستقبل أفضل، يكون فيه الوطن حرًا ومستقلًا بكل ما للكلمة من معنى.
في هذا اليوم، ونحن نحتفل بالذكرى الـ61، علينا أن نسأل أنفسنا: كيف يمكننا مواصلة هذا الإرث؟ وكيف يمكننا أن نجعل اليمن الذي نطمح إليه واقعًا ملموسًا؟ الثورة كانت بداية، ولكن الطريق نحو بناء الوطن المستقر والمزدهر ما زال أمامنا. فكما كانت روح المقاومة حاضرة في ردفان، يجب أن تكون حاضرة في قلوبنا اليوم، ونحن نواجه التحديات التي تحيط بنا.
يجب أن يكون احتفالنا بهذه الذكرى ليس فقط مناسبة للتذكير بما حققناه، ولكن أيضًا فرصة للتفكير في ما يجب أن نفعله للمستقبل.