د/عبدالرقيب الحيدري
وكيل وزاره الصحة
هل يدرك الحوثي درس الشماتة التي لحقت بمقتل حسن نصر الله قائد حزب الله، رغم أن من قتله هي اسرائيل عدوة الأمة الإسلامية؟ هل يفهم أن مناصرة القضية الفلسطينية لن تمحو الجرائم التي ارتكبها بحق اليمنيين، وأن تزييف النوايا خلف شعار المقاومة لن يمنحه محبة الناس؟
لقد ظنت أذرع إيران في المنطقة، ومن ضمنهم الحوثي، أن بإظهار دعمهم لغزة والقضية الفلسطينية، سينالون قبول الشعوب ويمسحون آثار الجرائم التي طالت الأبرياء. لكن الواقع أثبت أن الشعوب لا تنسى، وأن التضامن مع غزة لا يُغسل بدماء اليمنيين أو العراقيين أو السوريين. هذه الأذرع التي شيدتها إيران في المنطقة كانت مجرد أدوات لتحقيق أهداف سياسية ضيقة، استخدموا قضية عادلة كالقضية الفلسطينية لتبرير تصرفاتهم، غير أن الحقيقة لم تغب عن أعين الشعوب.
مقتل حسن نصر الله ليس مجرد نهاية لشخص، بل هو رسالة لكل من يسير في طريق الفوضى والدمار، رسالة تنذر بأن الإصرار على تبعية إيران ومعاداة الأمة العربية وخلق الفوضى فيها لا يأتي بالسلام ولا بالقبول. ربما، حان الوقت للحوثي أن يعيد التفكير في مساره، وأن يدرك أن الطريق إلى القلوب ليس في السلاح والدمار، بل في السلام.
عندما يختار الحوثي طريق السلام، سيتفهم أن كسب قلوب الناس لا يأتي من خلال التحالفات مع قوى خارجية، بل من خلال العودة إلى أحضان وطنه، إلى شعبه الذي يستحق العيش بكرامة وسلام. السلام ليس فقط حلاً سياسيًا، بل هو الطريق الوحيد لاستعادة الثقة وبناء مستقبل أفضل للجميع. ربما كانت هذه الأحداث فرصة لإعادة التفكير، لأن السلام وحده هو الذي يكسب قلوب الحب. كلمة حق نقولها رغم معرفتنا أن الدماء التي أراقتها الحوثية ستعميها عن رؤية طريق الصواب.