د. عبدالله العليمي باوزير
لم تكن ثورة سبتمبر فعلا عشوائيا، بل كانت نتاجاً لتاريخ متصل من النضال بالقلم والفعل ضد مبدأ الإمامة.. نتاج لفلسفة واضحة تراكمت عبر عدة أجيال.. وعاشت في أعماقهم وترسخت في عقولهم وأنارت أرواحهم لتشعل عقول وأفئدة وروح شعب بأكمله ولتنفجر بغضب وبأس وشجاعة ليلة ، السادس والعشرين من سبتمبر المجيد.
ان قراءة متعمقة لأهداف الثورة تجعلك ترى بوضوح فلسفتها العميقة وتمنحك فهماً واسعاً لأسبابها ومسيرتها وسيرتها ، لذلك لم تستطع وسائل التعسف الإمامي والقتل والاعتقال أن تقمعها بل ظلت متقدة في روح الشعب حتى وجدها في سبتمبر المجيد بعدما سلك من أجلها دروب النضال والفداء والتضحية مقدما كتائب من المناضلين الاحرار شهداء ومعتقلين وضحايا.
إن اعتقال الثوار لا يعتقل الثورة وإن قتل الثائرين يزيد من لهيبها.
في كل سبتمبر يشعر الحوثيون بأن ميراث الثورة السبتمبرية الأصيلة يزداد اشتعالا بينما يجدون انفسهم غرباء معزولين عن الامة والشعب.
ما يحدث اليوم في صنعاء يقول بوضوح أن شعبا بأكمله ينظر اليهم كغاصبين كما نظر إلى أسلافهم من الأئمة كمغتصبي سلطة ومثلما يحاصرون الشعب بالاطقم المسلحة ويضيقون عليه بالهمجية والعنف يحاصرهم الشعب بالنبذ والعزلة والاستنكار.
ان روح ٢٦ سبتمبر في دم كل فرد من أبناء الشعب ، رضعها مع حليب الامهات حتى صارت جزءا من دماءه وكيانه ، وهي ستمضي ماضية الى خواتمها المجيدة مرة أخرى اليوم أو غدا أو بعد غد.
المجد لشعبنا اليمني العظيم ..
الخلود لسبتمبر المجيد..
الدوام لشعلة الجمهورية في وجه الظلام الإمامي..
كل عام وشعبنا وبلادنا بخير ..