د. عمر ردمان
من الواضح أن سياسة إيران الحالية هي المقايضة بمشروع تصدير الثورة التي عملت عليه لمدة خمسين عاماً مقابل تحقيق مصالحها الاستراتيجية في الملف النووي والتموضع الناعم في المعادلة الإقليمية والدولية الجديدة التي تتشكل في المنطقة. وهذه السياسة -التي تبدو جاءت وفق تفاهمات دولية- تقتضي تخليها التدريجي عن أدواتها العربية ما دامت مصالحها تقتضي ذلك، سيما في ظل انكشاف حالة الاختراق الشامل لبنيتها التنظيمية والعسكرية والأمنية، ولقد كان دعم إيران لأرمينيا (المسيحية) ضد أذربيجان (ذات الأغلبية الشيعية) مؤشراً فعلياً عن تغليبها للمصالح السياسية على شعارات المشروع الطائفي الذي تستخدمه كوسيلة وليس غاية في حد ذاته.
يبدو أن أذرع إيران بما فيها جماعة الحوثي الإرهابية تقف على أعتاب شتاء قارس لن تكون فيه على ما يرام، ويعد التضخيم والنفخ في تلك الأدوات بما فيها مزاعم استخدام صواريخ فرط صوتية هي إحدى الاستحقاقات الدولية للقضاء عليها بشكل نسبي ومتدرج ومستمر خلال ما تبقى من سنوات العقد الحالي 2030م.
إن معركة الشعوب العربية ضد المشروع الفارسي المحتل لبعض عواصمها هي معركة مشروعة وتكتسب زخماً متصاعداً في طريق نهاية تلك الأذرع لاستعادة الحياة الطبيعية وبناء ما أفسدته تلك الأدوات المارقة بحق أوطانها وشعوبها الحرة.