د.عبدالرقيب الحيدري
في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها مدينة تعز، التي كانت ولا تزال جبهة متقدمة في مواجهة انقلاب مليشيا الحوثي والدفاع عن الجمهورية وترزح تحت حصار خانق من قبل المليشيا، نجحت المدينة في تحقيق إنجاز علمي وطبي رائد يتمثل في إنعقاد أول مؤتمر طبي دولي متخصص في جراحة أمراض القلب والأوعية الدموية.
هذا الحدث العلمي الفريد لم يكن ليتحقق لولا الجهود الجبارة التي بذلها الدكتور أبو ذر الجندي، الطبيب والإنسان الاستثنائي الذي لعب دورًا محوريًا في إنشاء مركز القلب الجراحي في تعز، بفضل ثقته المكتسبة من رجال المال والأعمال والجمعيات الخيرية المحلية والدولية، والدعم الكبير من القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، استطاع أن يحدث تحولاً كبيراً في الرعاية الصحية بالمدينة، مقدمًا الأمل والشفاء لمئات المرضى.
انعقاد هذا المؤتمر الدولي في تعز، في ظل التحديات الإنسانية والصحية الكبيرة التي تواجهها المدينة، يمثل إنجازًا علميًا وإنسانيًا بالغ الأهمية، فقد جمع المؤتمر 600 من الأطباء والجراحين المتخصصين من مختلف دول العالم، لبحث وتبادل الخبرات حول أحدث التطورات في جراحة القلب والأوعية الدموية.
وهذا الحدث لا يعكس فقط التقدم العلمي في هذا المجال، بل يعزز قدرة تعز على تقديم خدمات طبية متقدمة، رغم الظروف الصعبة، مما يضع المدينة لتعاود الصدارة بين المدن اليمنية التي تسعى للنهوض بقطاعها الصحي.
يُعد الدكتور الجراح أبو ذر الجندي، الشخصية المحورية وراء نجاح هذا الإنجاز الطبي، فإلى جانب كونه جراحً قلب متميز فهو يحظى بسمعه مهنية وأخلاقية جعلته محل تقدير لدى بعض رجال المال والأعمال في تعز مكنه من تأسيس أول مركز جراحي، في وقت كانت جميع المحافظات المحررة تفتقر لمركز قلب حكومي.
ومن خلال هذه الثقة التي يحظى بها الدكتور الجندي استطاع عبر رجال الأعمال تمويل تكاليف الخدمات الطبية والعلاجية للمرضى في المركز.
ولم يتوقف دعم الدكتور “الجندي” عند الجهات الخاصة فحسب، بل حظي بثقة القيادة السياسية، بدءًا من معالي وزير الصحة الدكتور قاسم محمد بحيبح، ومحافظ تعز الاستاذ نبيل شمسان، وحتى رئيس الوزراء السابق الدكتور معين عبدالملك سعيد، ودولة رئيس الوزراء الدكتور احمد عوض بن مبارك اللذين عبروا عن دعمهم وفخرهم بإنجازاته.
هذه الثقة والاحترام اللذان حظي بهما من مختلف المستويات القيادية، جاءت نتيجة لالتزامه المهني والإنساني، وقدرته على تحقيق نتائج ملموسة أسهمت في تحسين حياة المرضى في تعز.
إنجازات مركز القلب
تحت قيادة الدكتور أبو ذر الجندي، حقق مركز القلب الجراحي في تعز إنجازات كبيرة على مستوى الرعاية الصحية، فقد استطاع المركز تقديم خدمات طبية متنوعه لأكثر من (مائة الف مريض منها اكثر من ٨٣٠ عملية قلب مفتوح كانوا يعانون من أمراض القلب واكثر من ٧٠ حاله زراعه كلى هذا الرقم المذهل يعكس حجم العمل الجبار الذي قام به المركز تحت ظروف قد تبدو مستحيلة.
، مما يجعله واحداً من المراكز الطبية الرائدة على مستوى اليمن، وهذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا الدعم المالي والتقني الذي حصل عليه المركز من قبل رجال الأعمال والجمعيات الخيرية، إلى جانب القيادة الرشيدة للطبيب الجندي.
الظروف الإستثنائية
تعز، التي تعاني من حصار طويل وصعوبات كبيرة على مستوى الخدمات الأساسية، مثلت بيئة صعبة لتحقيق أي إنجاز طبي كبير، ومع ذلك تمكن الدكتور الجندي من تجاوز هذه العقبات، وتنظيم هذا المؤتمر الطبي الدولي الذي شكل علامة فارقة في تاريخ المدينة الطبي، وانعقاد هذا الحدث في ظل هذه الظروف يعتبر بحد ذاته دليلاً على الإرادة القوية التي تمتلكها تعز للنهوض بنفسها، ومواجهة التحديات بكل عزيمة وثبات.
ختاماً.. إن ما تحقق من خلال هذا المؤتمر وما تم إنجازه في مركز القلب الجراحي لا يمثل فقط نجاحاً علمياً، بل أيضاً انتصاراً للإنسانية والإرادة، وهذه الإنجازات تجعل من الدكتور الجندي وطاقمه الطبي نموذجًا يُحتذى به في العمل الطبي والإنساني، وتعزز من الأمل في مستقبل مشرق للرعاية الصحية في اليمن.
* وكيل وزارة الصحة العامة والسكان المساعد لقطاع السكان