محمد مصطفى الشرعبي
…………………………………………………………………..
في قلب اليمن، تقع قرية حمة صرار في محافظة البيضاء، وهي واحدة من القرى التي باتت رمزًا للصمود في وجه مليشيا الحوثي. هذه القرية الصغيرة تجد نفسها الآن في مواجهة غير متكافئة مع واحدة من أخطر الجماعات المسلحة في اليمن، حيث تتعرض لاعتداءات متكررة وحصار خانق من قبل الحوثيين الذين يسعون لفرض سيطرتهم على المنطقة.
منذ اندلاع الصراع في اليمن، تسعى مليشيا الحوثي إلى توسيع نفوذها في مختلف المحافظات اليمنية، مستخدمةً في ذلك كافة أنواع القوة المميتة. وفي الأيام الأخيرة، أصبحت قرية حمة صرار هدفًا لهذه المليشيا التي فرضت حصارًا محكمًا على القرية من أربع جهات. الأهالي يجدون أنفسهم محاصرين، محرومين من المساعدات الإنسانية والطبية، في محاولة من الحوثيين لإخضاعهم وكسر إرادتهم.
لا يتوقف الأمر عند الحصار، فالهجمات على القرية مستمرة باستخدام الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك الدبابات والطائرات المسيرة. هذه الأسلحة، التي كان يُعتقد أنها مصممة للحروب الكبيرة، تُستخدم الآن ضد مدنيين أبرياء في محاولة لقمع أي صوت معارض لسياسات الحوثيين.
في وجه هذا الواقع المرير، يتجلى إصرار أهالي قرية حمة صرار على المقاومة والدفاع عن أراضيهم ومنازلهم. رغم قلة العدد والعدة، يعتمد الأهالي على أسلحتهم الشخصية البسيطة وإيمانهم العميق بعدالة قضيتهم. إيمانهم بالوطنية وحبهم لأرضهم يمنحهم القوة لمواجهة مليشيا الحوثي، حتى في ظل الحصار والهجمات المستمرة.
هؤلاء الأبطال يظهرون شجاعة منقطعة النظير، حيث يقفون بثبات ضد القوة المفرطة التي يواجهونها. هم يدركون تمامًا أن الحوثيين، رغم تفوقهم العسكري، لن يستطيعوا كسر إرادة شعب مصمم على الحفاظ على كرامته وحريته. إن مقاومة أهالي حمة صرار ليست مجرد دفاع عن قرية صغيرة، بل هي جزء من مقاومة وطنية شاملة ضد مشروع الكهنوت الذي يسعى الحوثيون لفرضه بالقوة.
قرية حمة صرار، كباقي مناطق البيضاء، لها تاريخ طويل من الصمود والمقاومة ضد الغزاة والمحتلين. الشعب اليمني بطبيعته شعب مقاتل، يدافع عن أرضه وشرفه بكل ما أوتي من قوة. وقد شهدت هذه المناطق على مر العصور العديد من المعارك ضد المستعمرين والطغاة، ما جعل منها رمزًا للصمود والثورة.
لكن ما يميز المقاومة في حمة صرار اليوم، هو أنها تأتي في ظل ظروف بالغة التعقيد. اليمن يعاني من حرب أهلية دامية منذ سنوات، أدت إلى تدمير البنية التحتية وتفكيك النسيج الاجتماعي. في ظل هذه الظروف، يصبح الصمود والمقاومة في وجه الحوثيين عملاً بطوليًا يعبر عن إرادة الشعب اليمني في البقاء والتمسك بأرضه وحقوقه.
رغم كل ما تعانيه قرية حمة صرار وأهلها، هناك شعور متزايد بأن اليمن على أعتاب ثورة جديدة ضد الحوثيين. هذه الثورة لن تكون مجرد انتفاضة مسلحة، بل ستكون ثورة شعبية واسعة تعبر عن رفض الشعب اليمني للمشروع الطائفي الذي يسعى الحوثيون لفرضه بالقوة. في كل زاوية من زوايا اليمن، هناك إحساس بأن الشعب لم يعد يستطيع تحمل المزيد من الظلم والاضطهاد.
الأحداث في حمة صرار تشكل جزءًا من هذا الشعور العام بالتمرد والثورة. الأبطال الذين يدافعون عن قريتهم بأسلحتهم البسيطة وقلوبهم المليئة بالإيمان، إنما يعبرون عن روح المقاومة اليمنية التي لا تقبل بالهزيمة. هذه المقاومة، ورغم كل الصعوبات، ستستمر حتى يتحرر اليمن من براثن الحوثيين ويستعيد حريته وسيادته.
ختامًا
تعتبر أحداث قرية حمة صرار نموذجًا للصمود والتحدي في وجه الطغيان. ورغم كل المعاناة التي يعيشها أهلها، فإنهم يظلون مثالًا حيًا على إرادة الشعب اليمني في الدفاع عن أرضه وكرامته. هذه القرية، كسائر المناطق اليمنية التي تواجه عدوان الحوثيين، تمثل بارقة أمل في أن اليمن سينتصر في النهاية على مشروع الكهنوت، وسيظل شامخًا رغم كل التحديات.