د. محمد الحميدي
من الضروري أن نوضح أن دعمنا لفخامة الرئيس رشاد العليمي لا يقتصر على تأييد شخصه، بل هو تأييد لرؤية وطنية متكاملة تهدف إلى إعادة بناء الدولة وتعزيز شرعيتها، هذا الدعم يعكس التزامنا بمبادئ أخلاقية تهدف إلى تحقيق المصلحة العامة، وهي مبادئ تلتزم بقيم الدولة الحديثة وتلبية تطلعات الشعب.
شرعية الرئيس ليست محصورة في الأطر الدستورية فقط، بل تتجسد في الالتزام بتلك القيم والمبادئ التي تعزز استقرار الوطن وتخدم المصلحة العامة. لذا، فإن دعمنا يعبر عن التزام بمشروع وطني متكامل يسعى لتحقيق الأهداف الوطنية دون أن يتعارض مع القوانين أو الأطر الشرعية.
في خضم الأزمات الراهنة التي تعصف باليمن، تتكشف أمامنا محاولات متعمدة تستهدف فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، التي تتجاوز حدود التشويه الشخصي لتشكل جزءًا من استراتيجية أعمق تهدف إلى زعزعة استقرار الدولة وتقويض شرعيتها الوطنية. هذه الحملات ليست مجرد عواصف إعلامية عابرة، بل تجسد صراعًا سياسيًا واسع النطاق، يهدد الثوابت الوطنية والرؤية الاستراتيجية لمستقبل البلاد. وحتى نفهم هذه الديناميات بشكل عميق، من الضروري تحليل السياق السياسي المعقد الذي تُمارَس فيه هذه الألاعيب المضللة، وكذلك تقدير الدور الحاسم الذي يلعبه الرئيس العليمي في هذه المرحلة الحرجة، حيث يُقيَّم القادة ليس فقط بقدرتهم على مواجهة التحديات، بل بقدرتهم على الحفاظ على قيم الدولة ومبادئها في ظل التهديدات المستمرة.
الحفاظ على قيم الدولة بعيدًا عن التراشقات السياسية هو دليل على النضج الوطني والمسؤولية تجاه الوطن، هذه القيم هي الأساس في الحفاظ على وحدة البلاد وتماسكها، لا سيما في ظل التحديات التي تواجهها اليمن حاليًا، وفي هذا السياق، تتجلى مبادئ الحكمة في تجنب الانجرار إلى صراعات سياسية ضيقة، والتركيز بدلاً من ذلك على تسخير كل الإمكانيات والموارد المتاحة لتعزيز مؤسسات الدولة، فالشارع يؤمن بأن الرئيس لايزال يجسد نموذج القائد الذي يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ويعمل بلا كلل لحماية أسس الدولة من أي تهديد، وهذا هو ما يحتاجه اليمنيون في هذه المرحلة الحرجة.
الرئيس ليس مجرد شخصية سياسية عابرة في تاريخ اليمن الحديث؛ بل هو نتاج تجربة طويلة من العمل السياسي والإداري والنضالي قبل توليه السلطة، لكنه جاء في وقت يواجه فيه اليمن تحديات متعددة الأبعاد، بدءاً من الأزمة الاقتصادية الطاحنة، مروراً بالحرب التي أنهكت الجميع، وانتهاءً بالتعقيدات الإقليمية والدولية التي تحيط بالمشهد اليمني.
إن الهجمات الإعلامية التي يتعرض لها الرئيس اليوم ليست نتيجة الصدفة، بل هي جزء من حملة موجهة بعناية، تهدف إلى تقويض مساعيه لإعادة بناء الدولة وتحقيق الاستقرار، وتسعى هذه الحملات التي تعتمد على نشر الأكاذيب وتحريف الحقائق، وإلى استغلال الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد كوسيلة لتأليب الرأي العام ضد القيادة الشرعية، وهذا ليس بالأمر الجديد في عالم السياسة؛ فاستغلال الأزمات لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة هو سلاح قديم يستخدمه أعداء الاستقرار والشرعية.
ما يميز هذه الحملات بخطورتها هو توقيتها الدقيق وطريقة إدارتها الاستهدافية لشخص الرئيس، وهو ما يعكس بوضوح إدراك الجهات المعادية لأهمية الدور الذي يلعبه الرئيس في الحفاظ على تماسك الدولة ومؤسساتها. إن هؤلاء يدركون تمامًا أن المساس بشرعية الرئيس يعني المساس بأسس الدولة نفسها، وهو الهدف الذي يسعون لتحقيقه، لذا فإن هذه الحملات ليست مجرد محاولات لإضعاف شخصية الرئيس، بل هي جزء من استراتيجية أوسع تسعى إلى تقويض استقرار الدولة وإضعاف قدرتها على مواجهة التحديات.
إن الدور الذي يلعبه الرئيس العليمي في هذه المرحلة ليس مقتصرًا على إدارة الأزمات فحسب، بل يشمل أيضًا قيادة مشروع شامل لإعادة بناء الدولة من جذورها. هذه المهمة الجسيمة تتطلب دعمًا شعبيًا ووطنيًا قويًا، حيث تواجه تحديات معقدة من الداخل والخارج، ومن أبرز هذه التحديات مواجهة الاستقطاب السياسي والطائفي الذي تسعى قوى محلية ودولية إلى تأجيجه بهدف تمزيق النسيج الوطني.
يتعين على القوى الوطنية الواعية أن تتفطن جيدًا للألاعيب الإعلامية التي تسعى إلى تحريف الحقائق وإثارة الفتنة، وأن تدرك أن بناء الدول لا يتحقق عبر إشعال الأزمات، بل من خلال الحكمة في إدارتها، وبالتأكيد هناك وعي شعبي متزايد بأن القيادة تمتلك هذه الحكمة، وما تحتاج إليه الآن هو الدعم الفعال لتجاوز هذه المرحلة الحرجة.
علينا أن ندرك أن وحدة الصف الوطني والتفافنا حول قيادتنا الشرعية يشكلان السبيل الوحيد لتخطي الأزمة الحالية، فالتاريخ لا يحكم على القادة بناءً على مواقفهم تجاه خصومهم أو بما قالوه، بل بناءً على ما قدموه لوطنهم. لذلك، فإن دعم القيادة في هذه المرحلة ليس مجرد خيار، بل هو واجب وطني يتطلب التزام الجميع، من أجل ضمان مستقبل آمن ومستقر لليمن.
في نهاية المطاف، لا أكتب هنا لأكون كما قد يعتقد البعض مدافعًا أعمى أو ساعيًا وراء غاية شخصية، فالرئيس الذي عرفته منذ سنوات طويلة لم تتح لي فرصة لقائه من بعد توليه السلطة، وأتفهم تمامًا انشغاله بمحاولة انتشال الدولة من تحت الركام. ولكنني أطلب منكم، وبألمٍ عميق، ألا تنسوا أهمية الدفاع عن الدولة؛ فهذا هو السد المنيع الذي يحول بيننا وبين الفوضى التي تهدد بابتلاع كل شيء.