بقلم ياسر الصيوعي
مستشار وزارة السياحة
منذ بداية المعترك السياسي والمواجهات العسكرية التي تلته وحتى اليوم والشعب اليمني يعاني من أمرين وهما :
ضعف الإرادة وسوء الإدارة
أما الأول وهو ضعف الإرادة فناتج عن فقد أحقية القرار . ولن يكون لنا قرار ومصدر لقمة العيش متكفل بها غيرنا …
وأما سوء الإدارة فقد نتج عن ضعف الإرادة وفقدان السيادة .
فكيف لمن يهمه مصلحة وطنه أن ينظر إلى مصلحة بلدك قبل بلده ولمن ينظر إليك من الخارج أن يُنظّر لك الحلول وأسباب المخارج..
أنت من يجب أن يتخذ قرار بلادك وتتبع إرادة شعبك وتدير إدارته ..
العاطفة والنشوة التي طغت ولا زالت على أبناء الشعب اليمني هي أيضاً سببٌ خطير في نتاج هذين الأمرين.
فما أن يسأم الشعب من واقع ويكاد أن يتظاهر ضده حتى يظهر في الأفق سرابٌ يلوح بيده ويستابق الإعلام الموجه إلى لفت الأنظار صوبه وهنا يقف الشعب منتشياً لفتره من الزمن حتى يكمل الخارج تنفيذ أجندته.
والسر وراء ذلك كله هو سيطرت أرباب السياسة وصناعها في اليمن على سحر الإعلام وتسخيره اعلاماً موجهاً لا منصفاً .
اخلوا مضمونه من النقد البناء وافقدوه ملكية كلمة ( لا ) فأصبح تبعاً للساسة والأهواء.
بدلاً من أن يظل فوق السلطة أصبح في دولاب السلطة .
كسيفٍ يستلونه كلما دعتهم الحاجة وطُلب منهم تمرير قرار وإنفاذه .
وحتى يتقبله الشعب ويسيرون خلف إرادة الساسة التي تم إملائها لا بد أن يسبقهم أبواق الإعلام بتوجيه الشعب واغوائه . مستغلين في ذلك عواطفه ونشواته .
فتراهم تارهً بين التحميس والامتعاض. وتارةً بين المديح والذم أو الشجب والتأييد وأبناء الشعب يتباينون في المواقف ولا تأثير لهم على قرار دام هناك اعلامٌ يفرقهم وصوب متطلبات السياسة يوجههم.
من يصدق أن شعباً بحكمة اليمانيين يلحقون آلة إعلامية مسيسة إلى خرق قربة مائهم قبل عقدٍ من الزمن ثم يعودون إلى ترقيعها بعد أن أختاروا لهم قربةً أخرى اختلفوا على من يكون لهم السقى وماهية المسمى!؟
لا تعجبون فالسر أو قل السحر في ذلك الإعلام السياسي الموجه والذي سيطر على قنوات ومكانة الإعلام الحر وعقول الشعب الكريم.
اليوم نحن بحاجة إلى ثورة وعي فكري ومراكز دراسات إستراتيجية تصنع الخطط المستقبلية الواقعية وتبعثها في نفوس الشعب ليقف إلى جانب من يحمل مضامينها وتنفيذ نقاطها وتقديمها على خططه ومشاريعه الضيقة بكل صبرو صلابةٍ وجلادةٍ وإراة.
مراكز دراسة إستراتيجية تستمد شرعيتها من إرادة الشعب ويديرها أبناء الشعب من الداخل لا المهجر ..
بحاجة إلى التحرر من سطو الإعلام الموجه والقرار المستمد من غير الوطن ..
بحاجة إلى تصحيح مسارنا المتلاشئ والذي أوصلنا وسيوصلنا غداً إلى المعادلة صفر إن استمرينا في السير نحوه .
أدعو كل إعلامي أن يشفق على وطنه وأهله ويدرك أن الكلمة أمانه وسيسأل عليها أمام الله يوم القيامة .
لذلك كن آلة بناء لا هدم وتماش بما تراه مبني على أساس ثابت لا تموجات متقلبه فإن سفينة الشعب يحملها ذلك الموج وأنت من تساهم في تقلباته وإماتة الشعب مقابل ريالات لا تغني يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون .
وختامها الصلاة على خاتم الأنبياء وهو يوجهنا ويقول : ( ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ….