الرد على ما كتبه حسين حازب: بين يديك مقارنة موضوعية بين دور السعودية وإيران

د. محمد الحميدي

إلى الكاتب حسين حازب المحترم،
بعد قراءة مقالك الذي ينتقد المملكة العربية السعودية، أود أن أقدم ردي بشكل شامل وموضوعي، مع التأكيد على دور المملكة في العالمين العربي والإسلامي، مقارنة بإيران، والنتائج المحورية لهذا الدور..

– دور المملكة العربية السعودية

المملكة العربية السعودية تلعب دوراً حيوياً في العالمين العربي والإسلامي وعلى الصعيد الدولي. تأثيرها الإيجابي يتمثل في دعم المشاريع التنموية والإنسانية في العديد من الدول. في اليمن على سبيل المثال، نجد أثر الدعم السعودي في المستشفيات، والمدارس، والجامعات، والبنية التحتية، وعائدات المغتربين اليمنيين في السعودية، والتي تساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد اليمني، وتأمين حياة أفضل لأسرهم؛ ما يقلل من تأثير الكارثة التي تسببت بها مليشيا الحوثي.

السعودية ليست بلا أخطاء، وبطبيعة الحال، من يعمل لن يكون معصوماً من الوقوع في الخطأ. ويجب عليك أن تكن متابعاً، أو قارئاً جيداً كأقل تقدير؛ حتى تشاهد حجم الإيجابيات الكثيرة التي تتجاوز بكثير السلبيات. فالإصلاحات الكبيرة التي تقوم بها السعودية في مجالات التنوع الاقتصادي، وحقوق المرأة، ومحاربة الفساد، والتحولات التي ترسمها المملكة نظير الرؤية الشاملة التي يقودها ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان تستحق الثناء، وتُعد خطوات إيجابية وطموحة، عززت من مكانة المملكة إقليمًا وعالمياً. وبالمقابل يؤسفني أن أراك في هذا العالم الذي يعيش السباق الاقتصادي والتكنولوجي مجرد أداة، غير قادر على التفكير إلا بخزعبلات العصر.

– التواصل الديني والثقافي

خصوصية المملكة كحاضنة للحرمين الشريفين، تفرض عليها التواصل مع مسلمي العالم وتقديم العون لهم، هذا التواصل ليس سياسياً أو قومياً، بل ديني وثقافي، يرتب صلات اجتماعية وإنسانية. من يتابع تحركات المملكة؛ يراها تحرص على إقامة علاقات جيدة مع كل دول العالم، بما فيها أوروبا، وآسيا، وأستراليا، والأمريكيتان؛ بهدف مد يد العون للأقليات المسلمة، ودعمها دينياً، وثقافياً، واجتماعيا، خلافاً لأربابك في طهران، الذين يسعون باستمرار إلى رسم وتحديث خارطة الاطماع.

– السياسة الخارجية ودور السعودية في المنطقة

المملكة العربية السعودية تمثل القلب النابض للأمة العربية، والركيزة الرئيسية لاستقرار المنطقة. فالمملكة عبر قنواتها الدبلوماسية المتوازنة، وسياساتها المعتدلة، تلعب دوراً محورياً في لم الشمل العربي، وتفعيل العمل العربي المشترك على كافة الأصعدة؛ ما يسهم في إرساء دعائم الاستقرار، ويحقق النهضة والتقدم للشعوب العربية من المحيط إلى الخليج؛ حيث تلتزم السعودية بحضورها المساند والداعم للدول، وتحديداً القضية الفلسطينية، وما توليه من اهتمام بالغ على المستويين الإنساني، والسياسي، وما اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطين، إلا دليل على فاعلية الدبلوماسية السعودية، وما تملكه من أدوات مكنتها من لعب دور إيجابي، عجز عنه فيلق القدس، وشعاراته الاستهلاكية التي غزت عقول المخدوعين، ومن على زمرتكم.

– الأدوار التاريخية للسعودية

السعودية أدت أدواراً تاريخية في قيادة ومساندة قضايا الأمة الإسلامية، انطلاقاً من إدراكها لأبعاد دورها المحوري في تعزيز مكانة العالمين العربي والإسلامي. تحركات القيادة السعودية تأتي وفق رؤية مستقبلية؛ تهدف لتقوية الصف العربي والإسلامي، وترسيخ الثوابت، وتدعيم المبادئ؛ بما يضمن للأمة مواجهة التحديات التي تصطدم بها.

من أرشيف سابق لا زلت أتذكر ذلك الحدث، عندما قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بجولة، زار فيها ثمان دول آسيوية، شملت: ماليزيا، وإندونيسيا، وبروناي، واليابان، والصين، وأثمرت عن توقيع اتفاقات ومذكرات تفاهم؛ لتعزيز العلاقات بين المملكة وتلك البلدان. هذه الجولة أكدت مكانة وتأثير الرياض على الخارطة الدولية؛ ما يعكس ثقلها السياسي، والاقتصادي، ومدى تقدير العالم لدورها في إحلال السلم والأمن في المنطقة، وفي التصدي لظاهرة الإرهاب، والتطرف، والمشاريع الفوضوية التي عمدت إيران على دعمها وتمويلها.

– مقارنة مع إيران

أما بالنسبة لإيران، دعنا نتحدث بموضوعية عن دورها في المنطقة، فإيران، بمواردها النفطية الضخمة، لم تقدم شيئاً ملموساً لجيرانها من العرب والمسلمين، سوى دعمها للجماعات المسلحة التي تزعزع استقرار الدول في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، لم تساهم إيران، إلا في زيادة النزاعات، وتعميق الجراح بين الشعوب. نحن في اليمن لم نجد من إيران برامج تساهم في تنمية البلاد، أو دعم الشعب، ولا نرى من مكارم إيران، غير منابر عقائدية، وتوابيت الموت، وأنين الثكلى.

إيران تدعي نشر المحبة والسلام والتسامح المذهبي، بينما الواقع يظهر نقيض ذلك. وأخشى أنك لا تعلم نتائج تدخلاتها في اليمن، التي أدت إلى تدمير النسيج الاجتماعي، وتعميق الانقسامات. في المقابل، السعودية قدمت مساعدات ملموسة، ومشاريع تنموية، ساهمت في تحسين حياة الناس.

إيران، التي تنتج أربعة ملايين برميل من النفط يومياً، لم تقدم أي خير ملموس لجيرانها من العرب والمسلمين. لا يوجد مقارنة بين السعودية وإيران من حيث الإيجابيات التي قدمتها كل منهما للمنطقة. بينما يستفيد ملايين اليمنيين من العمل في السعودية، لم نجد أي مغترب يمني في إيران يعود بخير على بلاده؛ وهذا يؤكد أن إيران، لم تقدم شيئاً يذكر لليمن، سوى دعمها للميليشيات التي دمرت البلاد.

تصرفات إيران وما تقدمه لأدواتها من أجل فرض خارطة توسعية في الإقليم العربي وأفريقيا، وعليك أن تراجع الكثير من الأحداث التي ظهرت أمام الملأ، وسوف أسمعك واحدة من تلك المحطات التي تعرت إيران من خلالها، وما خفي منها كان أعظم، ومن لم تصب ذاكرته بالخرف، أعتقد أنه سيتذكر الفضيحة التي حدثت في عام 2018م عندما رصدت السلطات المغربية تحركات متعددة ومشبوهة للملحق الثقافي الإيراني في الرباط، إذ كان يقوم بزيارات لعدد من المدن المغربية، ويشرف على تنظيم مهرجانات ثقافية، يجري فيها توزيع كتب إيرانية على مواطنين مغاربة بالمجان، حينها خرج وزير الخارجية المغربي بوريطة وقال: إن السلطات المغربية تساءلت عن الهدف من توزيع كتب إيرانية في مدن مغربية، وتقديم منح دراسية لطلبة مغاربة من أجل الانتقال للدراسة في مدينة قم الإيرانية. وهنا يا سيد حسين حازب، عليك حصر عدد الطلاب الذين يدرسون اللغة الفارسية في إحدى الجامعات بصنعاء أمام مرأى ومسمع وزارة التعليم العالي التي ترأسها؟! وكم عدد المبتعثين الذين أرسلتهم للدراسة في حوزات قم؟
يا سيد حسين حازب، إن إيران ليست معنية بك ولا باليمن وشعبه، هي أرادت أن تجعلك دمية وبريموت كونترول.

– تحسين جودة الحياة في السعودية

بينما تتبنى الكراهية، وتدافع عن أوليائك القادمين من غبار التاريخ، تسير المملكة -داخلياً – وفق برامج تحسين جودة حياة الفرد والأسرة، من خلال تهيئة البيئة اللازمة؛ لدعم واستحداث خيارات جديدة، تُعزِّز مشاركة المواطن، والمقيم، والزائر، في الأنشطة الثقافية، والترفيهية، والرياضية، والسياحية. تسعى السعودية لتعزيز جودة حياة الفرد والأسرة، من خلال توليد الوظائف، وتنويع النشاط الاقتصادي، وتعزيز مكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل المدن العالمية.

ختاماً، ما جئت به؛ جعلني اتذكر بيتا من الشعر يقول:

المجرمــونَ نراهــم كيفمــا استتروا
وإِنْ تَخَفّوا عن الأنظار أو ظهــــروا

النقد البناء، يجب أن يكون مبنياً على حقائق واقعية، بعيدا عن الأهواء النفسية، أو الأجندات المعادية، أو مهام أوكلت لكم؛ من أجل شيطنة المملكة العربية السعودية؛ ما أفضى إلى معرفة الجميع بفقر معلوماتك، وبعدك السياسي، وهو ما يؤكد جلياً، قيمة السقوط، وحالة الهشاشة التي تمرون بها، وأدعوكم لتقديم نقد بناء يساهم في تعرية المشروع الإيراني، الذي لم يقدم لليمن وشعبه سوى الدمار والتفرقة.

خالص العزاء لك، ولوزارة التعليم العالي.

تعليقات الفيس بوك
Exit mobile version