الغربلة مطلوبة في صفوف الشرعية

بقلم ياسر الصيوعي
مستشار وزير الإعلام والثقافة والسياحة

لم تكن لتتأخر مرحلة النصر واستعادة مؤسسات الدولة والجمهورية كل ذلك الوقت لولا خلط الأوراق بخلق نتؤات زائدة وخارجة عن جسد الشرعية في مفاصلها المهمة .
منذ إنطلاق عملية إستعادة الجمهورية وبسط سيادة القانون والدستور على كافة المناطق اليمنية وبموازاة جانب البناء والتنمية و إرساء الأمن وإيجاد الخدمات في المناطق المحررة . وجماعة الحوثي ومن يقفون إلى جانبها من إيران وحزب اللات وغيرهم يسعون إلى زعزعة أركان الشرعية وزرع أذرعاً حوثية في مفاصل الدولة اليمنية تخدمهم من داخل بنيانها ولا يشك في ذلك فهيم أو يكابر عنها إلا سقيم.
استطاع عبدالملك أن يوجد فجوةً كبيرة بين أبناء الشرعية اليمنية ومؤسساتها بما تخللها من أذرعٍ شيطانية تعمل ليلاً ونهاراً على فصل مؤسسات الدولة عن بعضها البعض وتفرد كل مؤسسة بمحطة قرارات وإرادات غير توافقية . مما جعل الشرعية تصاب بالتأخر عن الوصول إلى الهدف الأساسي والانحراف بكل قوتها وسياستها وقراراتها نحو لملمة الصف اليمني والمقاربة بين وجهات النظر لجميع شركاء الشرعية بعد أن صاروا أقرب إلى الفُرقاء.
إشغال الشرعية بتسوياتٍ سياسية وتوافقاتٍ حزبية فيما بينها البين مع العمل على كافة الأصعدة العسكرية والدبلوماسية والإعلامية من قبل الجماعة الحوثية جعل من صورتنا أمام أنفسنا والعالم عصابة في ثوب الدولة وجعل من العصابة الإنقلابية دولةً في حكم العصابة الإنقلابية.
الفساد الذي ترزا به مؤسسات الحكومة اليمنية والذي أصبح مستنقعاً فاضحاً وصلت ريحته إلى أنوف الأعداء والأشقاء. أسعد العدو وأساء المحب وجعلنا هو الآخر مضرب مثالاً للفشل الحكومي والإداري أمام الجميع .
لو كانت هناك دولة مثالية وحكومة خدمية وصادقة لدى الشرعية . لرأيت أبناء اليمن في مناطق الحوثيين والكثير من القيادات والموظفين والمسؤولين هناك المغلوب على أمرهم يتوافدون إلى مناطق الشرعية متخلين عن حكم ووطأة العصابة الإنقلابية ولتأهب الشعب عامة للانتفاضة ضد العصابة الظلامية. دون أن نحتاج إلى هدنةٍ ومفاوضات ولا حتى خوض معارك عسكرية .
متى صلحت المؤسسة الإقتصادية والخدمية والأمنية في مناطق الشرعية .
لكن إلى من يلجأ من يتأهب للخلاص من وطأة الحوثيين والنزوح إلينا في حال وجد أننا نسير موازين للعصابة في امتهان مهنة الفساد المرغوبة اليوم لدى الكثير .
العالم اليوم يسير نحو متغيراتٍ مفصلية وتسوياتٍ جديدة ولن يعترف إلا بالأقواء.
وإذا كان بالأمس يقف ضد نظام الأسد وظله فإن الكثير من الدول قد أصبحت اليوم شبه معترفةً به ورأينا مؤخراً مكانته بين أعضاء الجامعة العربية.
من يثبت على الأرض ويوجد الخدمات لشعبه ويتكلم من واقع الأرض والوطن هو من سيسمعه العالم ويقف إلى جانبه الشعب .
مهما وجدنا من حفاوة وقبول في محافل الدول ومؤتمراتها وتعاملوا معنا اليوم كدولة معترف بها وغيرنا مجرد عصابة إنقلابية لا نستبعد أن نرى في الغد غيرنا على خشبة المسرح ونحن الجمهور لا أكثر.

اليوم هو اليوم وهو نقطة اثبات الذات والمكانة وفرض أنفسنا على العالم أجمع بكل ثقة وقوة . وأهم ما يجب أن نبدأ به . هو غربلة أنفسنا والبدء بالسير نحو أهداف وتطلعات شعبنا لا الإهتمام بمصالحنا الذاتية وأهداف أنفسنا الأنانية.

*الغربلة أولاً ولفظ من يقفون في المنطقة الرمادية مطلب تصحيحي.*

تعليقات الفيس بوك
Exit mobile version