محمد قحطان.. الرقم الصعب..!!
أحمد عبدالملك المقرمي
محمد قحطان ليس قامة ثانوية، ولا رقماً هامشياً، ولا هو شخصية عادية أو مغمورة، لقد كان في قمة الحضور والأثر، والتأثير، وهو في الذؤابة من التجمع اليمني للإصلاح، و في الذروة من خدمة الوطن والمشروع الوطني، وهو أساس في الفعل السياسي والشعبي.
محمد قحطان موقف، ومبدأ، وثبات، وحجر الزاوية في حزب، يغشى المكاره، ويعف عند المغنم، ولذلك يعاقَب محمد قحطان بسبب مواقف الإصلاح، ويعاقَب الإصلاح بسبب مواقف محمد قحطان، وهو موقف من مزيج نقي أبي بعضه من بعض.
من هنا جاء موقف مليشيا الحوثي الانتقامي من محمد قحطان، وهو الموقف الذي تجرد من الدين، والأخلاق، ومن الرجولة والأعراف، ومن القَبْيلة والوطنية، ومن الشهامة، والنبل.. ومن الإنسانية عامة.
ما هي الميزة – إذا كان في التعري من كل المبادئ والقيم ميزة – التي اكتسبها الحوثي من هذه الممارسة الشيطانية التي يمارسها مع قحطان؟!.
ماذا ينقم القوم، ومَن وراءهم من محمد قحطان؟ أنضاله السلمي؟ أم مقاومته بالكلمة؟ أم لمقارعته الظلم بالقلم؟ أم لكارزميته السياسية الحاضرة؟ أم لرفضه الانحناء لغير الله؟ أم لكل ذلك وهي الحقيقة؟.
وماذا ينقم القوم ومَن وراءهم، ومن حولهم من الإصلاح؟ أَلِديمقراطيته وسلميته؟ ألمرونته واعتداله؟ ألكراهيته للظلم والعنف والفساد؟ أم لتصديه للسلالة الحوثية؟ أم لحضوره الشعبي وجماهيريته؟ وسوى الرُّوْم خلف ظهرك روم !.
عشرة أعوام ومحمد قحطان في إخفاء قسري من السلالة الحوثية.. عشر سنوات والحوثي في جُبِّ الحيرة القاتلة، التي لم يهتد معها إلى قرر تجاه قحطان..!!.
من يخبر هند بنت عتبة بن عبد مناف أن أحفادها يقفون موقفها عند نقطة نيّتها أكل كبد حمزة بن عبدالمطلب (رض)، انتقاماً، فتوقفت ولم تستسغ فعلتها، فيما يمض الحوثي في انتقامه الحيواني الوحشي..!!
لم يرتقوا – حتى – إلى موقف هند هذه – في مكان آخر – وهي تُقَبِّح فعل بعض أهل مكة الذين اعترضوا طريق زينب (رض) بنت رسول الله (ص) وهي تخرج من مكة للهجرة، لتلحق بأبيها فيهيجون البعير الذي طرحها أرضاً، فألقت جنينها، فتقول هند لما سمعت بموقف معترضي الناقة، مسفهة فعلهم: أفي السلم أعياراً جفاء وغلظة.
وفي الحرب أمثال النساء العوارك قال وفد الحوثي أنه أطلق قيادات لأطراف أخرى من غير الإصلاح، من السجون، لحسن نية متبادلة، وبناء عوامل ثقة مع تلك الأطراف، فأطلق لهم الحوثي المسجونين منهم عنده..!!
هل تأتي حُسن النية من السجين، أم من السجان؟ وهل تكون من المعتدى عليه، أم تأتي أصلا من المعتدي؟.. غاب عن الأشخاص الذين ذهبوا إلى مسقط الحزم والنباهة، وإلا لما ارتضوا لأنفسهم أن يتعاملوا بسطحية، وينجروا لنقاش افتراضي، في قضية ذهبوا إليها والمطلوب فيها عدم الخوض فيها إلا بموقف واضح عن محمد قحطان.