بقلم: احمد غيلان
كلما تعرضت عصابة الحوثي الارهابية إلى ضغط او نكسة تسارع إلى الهروب منها بخدعة او بكذبة أو بدعاية ناعمة تخفف عنها الضغط وتقلل الخسائر.
وعلى سبيل الاستشاد – لا الحصر – نسرد امثلة بسيطة يتذكرها الناس عن اكاذيب العصابة الحوثية وخدعها، فهي معروفة ومشهودة، وإن نسيها او تناساها البعض:
* فمنذ تمردات العصابة الستة في صعدة كانت الوساطات والتعهدات تقفز مع كل نكسة تلحق بالعصابة، لتوقف حملات دحرها وكسر شوكتها، وتمنحها الفرصة تلو الأخرى لالتقاط انفاسها.
* ومنذُ ان التحقت بساحات الفوضى – شكليًا – عام ٢٠١١ م لتعمل على التوسع والسيطرة ومد النفوذ من خلف الحميع، إلى الاتفاقات والهدن وعقود الصلح التي ابرمتها مع الدولة ومع الشيخ الوادعي ومع الاحزاب ومع المشايخ ومع القوى السياسية، إلى اتفاقية استوكهولم والهدن التي شهدتها سنوات الحرب عقب سيطرة المليشيا على العاصمة صنعاء بقوة السلاح.
* تاريخ طويل من نقض العهود والغدر بالشركاء والحلفاء ونقض المواثيق والاتفاقيات، ولا توجد قوة سياسية او مكون وطني يمني او قبيلة او منطقة إلا وتعرضت لغدر الحوثي ومكره وخداعه، وعرف اليمنيون جميعهم ان عصابة الحوثي لا عهد لها ولا ميثاق، ولا امان ولا ذمة، ولا أخلاق، ولا رادع يمكن ان يردعها عن الغدر والخيانة والنكوص عن اي موقف إيجابي يمكن ان تتخذه.
وبتطور مستوى الدعم السياسي والاداري الإيراني الذي يقود مطابخ العصابة الحوثية، تطورت اساليبها للهروب من النكسات بافتعال أحداث واكاذيب وفرقعات اعلامية، تشغل بها المغفلين، وتلهي الداخل والخارج عن جرائم وافعال شنيعة تقترفها في الداخل أو الخارج.
ولم يعد جديدًا على اليمنيين القول ان كل حديث ناعم أو إعلان يدغدغ عواطف الناس أو كذبة اعلامية يطلقها الحوثي لكسب عواطف المغفلين خلفها مكيدة وخدعة و عشرات الجرائم التي تحاول العصابة ان تصرف انظار الناس عنها.
ويكفي أن نتابع كم خدعة ناعمة اطلقتها عصابة الحوثي خلال شهري مايو ويونيو ٢٠٢٤ م، وهي امثلة بسيطة ايضًا:
* الإعلان عن إطلاق ١١٢ معتقلا من طرف واحد، وهو إجراء هربت إليه العصابة الحوثية للتنصل من استحقاق وطني وانساني وقانوني واخلاقي تم الاتفاق عليه في جميع الحوارات والمشاورات السياسية، من حوارات الكويت الى حوارات استوكهولم والاردن والسعودية وعمان، وهو ( اطلاق جميع الأسرى والمعتقلين على قاعدة الكل مقابل الكل ).
* تصريحات الاستجابة لفتح بعض الطرقات – رغم انها خدعة وستنكشف – وهي عبارة عن فرقعة لامتصاص الغضب والغليان الشعبي، رغم معرفة الجميع ان فتح جميع الطرقات كان بندا من بنود كل الاتفاقات السابقة، واعلنت القيادة الشرعية وحكوماتها وجميع وحداتها المرابطة في خطوط التماس عن فتح جميع الطرقات من طرف واحد منذُ توقيه اتفاقية استوكهولم .
* تصريحات فتح الطرقات وحتى الاجراءات الحوثية التي تبعتها هي مجرد دعاية لا فضل للعصابة فيها، واعلنتها تحت ضغوطات داخلية وخارجية، اهمها إعادة تصنيف العصابة كجماعة ارهابية، وانحسار الدعم والمساندة الامريكية والبريطانية والصهيونية للجماعة ولإيران التي ترعاها، وكذلك صغوطات قرارات البنك المركزي وما تبعها وسيتبعها من اجراءات، تحاول العصابة الحوثية التخفيف من آثارها.
* وإلى جانب الهروب من آثار هذه الضغوطات تعمد عصابة الحوثي الى استثمار انشغال الرأي العام بمثل هذه المتغيرات الصغيرة، لتنفيذ مخططات اخرى داخلية، إما للانتقام من مناوئيها في الداخل وخصومها المشردين، وإما لتوسيع حضورها وسيطرتها بالقوة والعنف وممارسة مزيد من جرائم التصفيات والاعتقالات والسطو.
* خلال العشرة الأيام الاولى من شهر يونيو ٢٠٢٤م ابدت عصابة الحوثي مرونة مع الجهود التي تبنت حملة فتح الطرقات، واعلنت استعدادها لتعويض المواطنين في المناطق بدلًا عن العملات القديمة، واعلنت عن دعم البرلماني احمد سيف حاشد بمبلغ خمسة عشر الف دولار ليسافر للعلاج، ورضخت لاجراءات تسفير الحجاج من مناطق سيطرتها، واخيرا اعلنت انها ستفرج عن القاضي عبدالوهاب قطران المعتقل بلا جريمة منذ مطلع العام ٢٠٢٤ م،
وكل هذا لامتصاص غضب الداخل والخارج، ومحاولة تنويم كل جهد يتحرك ضدها في الداخل والخارج.
* وبالمقابل تحاول العصابة الحوثية التغطية على جرائمها في تهامة وفي البحر الأحمر وفي رداع البيضاء، وهي جرائم مشهودة لا تشبهها إلا جرائم الصهاينة في حق الفلسطينيين.
* وعلى هامش الدعايات والاكاذيب تشن حملة مداهمات للبيوت والمكاتب، وتعتقل عشرات اليمنيين، ممن يعملون او عملوا من قبل لدى بعض المنظمات والسفارات، رغم انهم عملوا وكانوا يعملون نحت نظرها وفي مناطق سيطرتهة منذ ان سبطرت على بعض المحافظات بقوة السلاح عام ٢٠١٤ م.
* وإلى جانب ما سبق وعلى الهامش تحاول إخفاء وفاة رجل الأعمال راشد الشميري الذي لقي حتفه بعد سنتين من التعذيب في معتقلات العصابة، كما تحاول تمرير قرار تصفية جماعية لنحو ٤٨ يمني، لفقت لهم المليشيا تهمًا كاذبة ومفتعلة وقررت اعدامهم.
* وفي ظل الدخان القبيح الذي تطلقه عصابة الحوثي ترتكب عناصرها جرائم مداهمات وسطو ومصادرات وترويع واعتقالات في صنعاء والحديدة والبيضاء وفي إب وفي غيرها من المحافظات والمدن.
* وحتى شعائر حج بيت الاه الحرام لم تسلم من فتنة وصلف العصابة الحوثية، ففي الوقت الذي قدمت الخكومة الشرعية والقيادة السعودية التسهيلات لتفويج رحلات للحجاج من العاصمة المختطفة صنعاء، قابلت عصابة الشر والغدر والقبح الحوثية هذه التسهيلات باللؤم والكيد والزيف والاستفزازات، إذ كرس الدجال العميل عبد الملك الحوثي أيامه وزبانيته للنيل من السعودية واجراءاتها وشتم قادتها على مدار ايام الاسبوع السابق لأيام الحج، كما ارسل مجموعة من الحمقى والمغفلين ضمن الحجاج لمحاولة إثارة الفتنة وإفساد شعائر الحج بالهتافات الطائفية العنصرية، وترديد شعارات الخرافات في الأراضي المقدسة، وهي ممارسات استفزازية قبيحة، لا يمكن احتمالها من قبل اجهزة السعودية، ولا يمكن قبولها من أي مسلم سوي، والسكوت عنها هو تفريط في حق كل المسلمين الذين يؤدون شعائر الحج، وهنا لا بد من التوضيح بأن ما فعله الحوثيون في اثناء الحج ما هو إلَّا تنفيذ لتوجيهات مرشد الضلال علي خامنئي، الذي دعا لفتنة اثناء الحج، في تغريدة على منصة إكس بتاريخ ٦ مايو ٢٠٢٤ م .
لم يشهد تاريخ البشرية عصابة عميلة قذرة تستثمر كل مأساة وتتاجر بكل ألم مثل هذه العصابة، التي نشات وترعرعت على العمالة والغدر والخيانة، وتعيش على الأوراق القذرة، وستموت وتُدفنُ بقذارتها.
٩ يونيو ٢٠٢٤ م