الواقع اليمني …أوصياء يلتهمون أموال اليتامى
بقلم
ياسر الصيوعي
في شريعتنا الإسلامية أذن اللهُ سبحانه وتعالى للأوصياء أن يقوموا على أموال اليتامى حتى يبلغوا الرشد وهو سن حسن التصرف والحكمة في الإنفاق ثم يختبرون رشدهم بدف قليلاً من المال إلى اليتامى فإن أحسنوا التصرف أعطوهم القوامة على ما لهم من المال وإن أساءوا التدبير ظلت وصايتهم شرط أن يحفظوا أموالهم بتعفف عنها وإذا اضطروا فلياكلوا بالحسنى نظير قيامهم عليهم وهذا ما أمر به ربنا سبحانه وتعالى في الآية الثامنة من سورة النساء بقوله ( وَٱبْتَلُواْ ٱلْيَتَٰمَىٰ حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغُواْ ٱلنِّكَاحَ فَإِنْ ءَانَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَٱدْفَعُوٓاْ إِلَيْهِمْ أَمْوَٰلَهُمْ ۖ وَلَا تَأْكُلُوهَآ إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ ۚ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ۖ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِٱلْمَعْرُوفِ ۚ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَٰلَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ ۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبًا )..
اليوم ما تمارسه النخب السياسية في اليمن أمام إدارتها ومسؤولياتها على مصالح الشعب شبيه إلى حدٍ ما بأوصياء تجاوزوا الحد بالاستفادة من أموال الشعب وتصحيح مسار الدولة وإستعادة مؤسساتها وتشغيل المؤسسات الخدمية وحل المشاكل والأزمات .
على العكس تجد أن المشاكل تتفاقم والأزمات تتوسع والمال يهدر والمسؤول يغنى ويصبح من أهل الثرى على المستوى العام والمواطن يموت من الجوع ويزيد خط الفقر يوماً بعد يوم .
أصبحوا المسؤولين كالأوصياء الناهبين حق اليتامى الأكلين أموالهم بالباطل .
وحجتهم اسطوانة ( اليمن تحت البند السابع) سبعوا رؤسكم بمنشار ذا مشارم سبعه .
أما كنتم أنتم ضمن الشعب تحت ذلك البند أم أن مناصبكم السيادية تحميكم من تلك المسبعية .؟
المهم اليوم ونحن في تفاقم للأزمة اليمنية وتوسع للمشاكل ففي اليوم الأول كان الهدف إستعادة الجمهورية وتحرير العاصمة صنعاء.
وبالأمس توسعت الدائرة لتتعدد المشاكل وتشمل الخدمات الضرورية من ماء وكهرباء وفتح طرقات والمحافظة على استقرار العملة اليمنية وتوحيد المؤسسة العسكرية.
أمّا اليوم فقد أصبح قرص الروتي مشكلة تصعب على الحكومة اليمنية حلها ودعمها نظراً لفقر المواطن وغياب الراتب …
بالله عليكم أيها الأوصياء … كيف لمن عجز عن دعم قرص الروتي أن يستعيد مؤسسات الدولة ويحرر العاصمة صنعاء ؟
كيف لمن لم يفعل آلية وغرفة عمليات واحدة تنقاد لها جميع الألوية والقيادات العسكرية في الدفاع والداخلية أن يستعيد معدات عسكرية وألوية تسيطر عليها الجماعة الحوثية…؟
كيف لمن عجز عن فتح طريق تعز وطريق البيضاء أبين ومأرب صنعاء وغيرها من الطرقات أن يفتح أبواب صنعاء السبعة ..؟!
لا تؤاخذوني ونحن جميعنا مسؤولين عن كل ذلك هنا .
لكن بحكم سيادتكم على القرار السياسي وتحكمكم بإدارة البلاد ونحن تحت أوامركم وإدارتكم فإن ما نراه لا يسعد المحب ولا يسوء المبغض .
بل هو عكس ذلك .
فهل تثقون بالوعود الأممية وتركنوا إليها… ؟ إذا كنتم كذلك فعلينا أن ننسى كل تلك الأهداف وتطلعات الشعب ولا ننتظر لتحقيقها ونتأكد أن المال أغوانا ولسنا أكثر من مستثمرين لا مسؤولين في أموال الشعب.
وحُق لهم أن ينعتونا بأوصياء يتغوطون في أموال اليتامى.
ولكي ندرك سر وصولنا إلى ذلكم الحال المريع والمخزي أمام الشعب .
فقد عمل العدو على خلق كل تلك المشاكل وتفاقمها عبر لوبي خفي مغروس في جسد الشرعية اليمنية ولا سيما المفاصل الحساسة ليوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم ..
لذلك فالحل يبدأ من تنقية الصالح من الطالح والحالي من المالح والأجاج من الخمج ..
ولا نعذر كمسؤولين أن نفحص طبيعة ووطنية موظفي مكاتبنا ..
فمنها يصدر القرار وإدارة المؤسسات الحكومية منها تدار …