،مصطفى محمود
بذل الرئيس العليمي جهودا جباره من اجل الحفاظ على مشروعية الدولة اليمنية واعتراف المجتمع الدولي بها، حيث كانت الدولة في حالة انهيار، والحوثيون يسحبون البساط من الحكومة الشرعية، وخلال هجمات الحوثيين في البحر الأحمر استطاع الرئيس رشاد العليمي أن يعيد وصل كثير من الحبال التي انقطعت مع المجتمع الدولي الذي كان قد بدأ يتحدث عن مساع لإلغاء قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 في سياق الاعتراف بالأمر الواقع الذي فرضه الحوثيون في صنعاء”.
كما وضع كل القوات والتشكيلات العسكرية المعادية للحوثيين سواء قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وقوات العمالقة السلفية التي يقودها عبدالرحمن المحرمي وقوات المقاومة الوطنية والتهامية التي يقودها العميد طارق محمد صالح، إلى جانب الجيش في مأرب وتعز وحضرموت وحجة وصعدة، وألوية السلفيين وعثمان مجلي في صعدة، تحت قيادة وزارة الدفاع وغرفة عمليات واحدة، وهو ما عزز موقف الدولة، والحكومة الشرعية عسكريا وسياسيا ودوليا، في مواجهة الحوثيين… بعد ان ظل سكان اليمن في المناطق المحرره يعيشون أزمنة سياسية مختلفة باختلاف السيطرة السياسية والأمنية في المناطق، ذلك أن الانشغال السياسي للسكان وشروط عملهم صارت مختلفة باختلاف السلطة المسيطرة في مناطقهم، الأمر الذي جعل العمل السياسي اليمني في الداخل مشتتاً. المفارقة التي أنتجها هذا الواقع، هي أن المهتمين من اليمنيين في الخارج باتوا، بسبب “خارجيتهم” وتحررهم من انقسام الزمن السياسي اليمني ، الأقدر على تمثيل عمل يمني موحد…
تحسب للرئيس العليمي الجرأة في النظر إلى الواقع اليمني في عينيه. إنه واقع عميق التمزق كما لم يسبق له أن تمزق من قبل، وكان يفتقد إلى أي سلطة تعلو على هذا التمزق، وتمتلك بالتالي فرصة توحيد ما تمزق.
فالرئيس رشاد العليمي وبدعم الاشقاء في المملكه العربيه السعوديه والامارات حقق توحيد إرادة اليمنيين في المناطق المحرره حول مركز سياسي بمبادئ توافقيه ديموقراطية لإستعادة الدوله.. برغم افتقاد الرئيس العليمي إلى القوة المادية. إلا انه ؤتمكن من التغلب على عطالة الواقع الذي كانت تحميه فوق ذلك سلطات محلية تحميها سلطات خارجية. العلة لم تكن في توفر المبادئ ولا في صياغة الأوراق ولاا ولا ولا الخ بل كانت في غياب الأداة وآليات العمل المحددة، .. حتى المجلس الانتقالي في سيطرته الاولى لم يكن ليتمكن من الاستقرار لذاته واللمناطق المسيطر عليها برغم توفره على القوة المادية، وكأن قدر اليمنيين ان ينجحون مجتمعين. اوجميعهم يفشلوا متفرقين.
لقد نجح الرئيس العليمي في تجميع المناطق، وفي خلق آلية تجاذب تحتية تتغلب على قوة المصالح المتعايشة مع الانقسام اليمني، وهذا ماخلق تفاءل، ومازال يغذي هذا التفاؤل ما حظي به الرئيس العليمي من التفاف شعبي وتغطية إعلامية، ومع ذلك يبقى من المهم الإشاورة إلى أن الآلية أو الطاقة الجاذبة التي يسعى الرئيس العليمي إلى توليدها، تنطوي على نجاحات ذاتية تمنح بصورة تلقائية المناطق المحرره
ذاتية خاصة بشكل يمكن أن يولد غضب ذاتي في مناطق سيطره المليشيا الحوثيه.
في الوقت الذي يبدو أن العمل التدريجي المتريث الذي يقوم به الرئيس العليمي لتجميع اليمن قطعة قطعة، ينسجم مع تعميم السياسة مع الوطنيه ومع الإنسانية، يكون العمل المخملي سبيلاً مجدياً إلى الوطنية اليمنيه ، حين يكون ضمن إطار، وفي تفاعل مباشر مع مؤسسة وطنية يمنيه ديموقراطية حاضرة وقوية بحيث تحمي من تبلور ذاتيات محلية مناطقية أو مذهبية لها من الحضور والقوة ما يتفوق على حضور وقوة الذاتية الوطنية.