د. لمياء الكندي
مدير وحدة دراسات المرأة والطفل – مركز البحر الأحمر للدراسات.
تفاجأت كغيري من عامة هذا البلد بزيارة الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى مأرب واستبشرت بها خيرا فحضور الرئيس إلى مأرب يعني لنا الكثير.
مأرب القلعة الصامدة في وجه غزوات الحوثيين والأكثر قربا بصنعاء والأشد تماسا في جبهات القتال تحضر فيها اليوم رئاسة الجمهورية بقوة انها زيارة نوعية فارقة في تعزيز حضور الدولة واستعادتها.
زيارة الرئيس لمأرب فيها من المضامين والرسائل السياسية والعسكرية ما يمكن القول اننا امام مرحلة جديدة من مراحل تعزيز حضور الدولة وتثبيت اركانها كمنطلق عام لتوثيق التكامل بين أعضاء مجلس الرئاسة ومعاقل نفوذهم لتكون مأرب معقل للدولة ونظامها الجمهوري المتكامل بكل اطيافه.
كما هي رسالة تقتلع الأوهام الحوثية المراهنة على الانقسام في الصف الجمهوري والتباينات يين أعضاء مجلس الرئاسة لتحقيق غايتها في إسقاط المحافظة والرهان على مبدأ التفريق والضعف الذي يتم تصويره لحكومتنا الشرعية.
لعل الأهم في هذه الزيارة يأتي من خلال بحث ملفات حساسة حول الأمن العام وما يدور في الجبهات وبحث العقيدة القتالية والانتماء للمؤسسة الأمنية والعسكرية والمقاومة الوطنية، إضافة إلى ملف الجرحى والحريات العامة وظوابطها ومعاناة الناس الأقتصادية، على أن تكون مأرب مخلصة بعقيدتها واجهزتها ومؤسساتها ودوائرها للدولة ونظامها الجمهوري وقيمها الوطنية.
نحن بحاجة لخلق ثقافة تعاونية لدعم قيادتنا كما هي الحاجة لنقدها وتوجيه مسارها بعيدا عن القطاعات الحزبية التي تؤطر الدولة في مشاريعها ومصالحها الخاصة.
نحن اليوم نعيش وننعم في فضاء جمهوري علينا أن ندرك قيمته ونعمته فمتى ما تكاملت المصالح الحزبية مع مصالح الدولة ونظامها تتحقق مصلحة الجميع وما اتوقعه من هذه الزيارة ان تسهم في تعزيز حضور الدولة وان يتم ظبط ايقاع كل الفئات والقوى الداخلية المؤثره في مأرب بداية من نائب رئيس مجلس الرئاسة محافظ المحافظة ومرورا بالاحزاب والتكتلات الوطنية والقوى الاجتماعية بما ينعكس اثره على كون مأرب عنوان اليمنيين وبيتهم الكبير الذي يحتوي كل فئات واحزاب هذا البلد.
ونشجع فخامة الرئيس ونائبة محافظ المحافظة على المضي بما يضمن كون مأرب قلعة جمهورية ترعى الدولة وتمثلها بدون هوية حزبية او مناطقية مفرغة لصالح اليمن الكبير.