بقلم: صلاح يحيى الجند
في خضمّ الصراع اليمنيّ المشتعل، يبرزُ صوتٌ نقيّ ينادي بالعدالة والحقّ، صوتُ الناشط الحقوقيّ والإعلامي العادل الذي لا يهابُ أحدًا، لا الحوثيين ولا تحالفاتهم، ولا فساد وأخطاء المكونات الأخرى.
إنهُ صوتٌ ينبضُ بالمسؤولية، صوتٌ يُمثّلُ عين وفم الشعب، صوتٌ يُكشفُ كلّ خطأٍ ويُسائلُ كلّ مُسيء، لكنّ هذا الصوتَ الحقّ يواجهُ مخاطرَ جمة، ففي اليمن اليوم، أصبحَ الناشطُ الحقوقيّ والإعلامي مُهدّدًا ومُطاردًا في كلّ مكان.
إنّ الناشطَ الحقوقيّ والإعلامي العادلَ هوَ رمزُ الأملِ في خضمّ الظلام، وهوَ صوتُ الشعبِ وكاشف ما يعانيه الشعب أمام العالم. وبقدر ما نحن مقصرون في حق الإعلاميين والصحفيين فالحقيقة أنّهم هم من يوصلون للعالم ما يعانيه اليمنيون من جرائم يومية.
إنّ الناشط الحقوقي والصحفي العادل يعيش في خوف مستمر على نفسه وأسرته بسبب مواقفه الإنسانية، وقد يُسجن في أيّ بلد عربي تحت أيّ عذر كما حصل لبعض الإخوة في بعض الدول العربية، وقد يتعرض للتجويع والتشريد والتهديد، ولهذا يخاف الكثير منهم بسبب تلك التهديدات وقد يغادرون ويطلبون اللجوء في دول أخرى طمعًا في الأمان لهم ولأطفالهم وحتى يستطيعوا أن يعبروا ويتحدثوا بصدق عن الإنسان والوطن وهم آمنون.
إنّ القرارات التي في بعض دول أوروبا والتي تذكر أنّ اليمن بلد آمن تخيف هؤلاء الناشطين والصحفيين وتجعلهم عرضة لفشل طلب اللجوء وتجدهم مرعبون من ذلك لأنه ليس لديهم موضع قدم يأمنون فيه على أنفسهم في بلدهم اليمن وفي ظل هذا الوضع البائس.
إنّ واجبنا جميعًا هوَ دعمُ هؤلاء الأبطالِ الذينَ يُضحّونَ بحياتهم من أجلِ إيصالِ صوتِ الحقيقةِ للعالمِ، ودعمُ حقوقِهم في التعبيرِ عن رأيهم بحريةٍ دونَ خوفٍ أو تهديدٍ.
إنّنا نُحيّي ونُقدّرُ كلّ الناشطينَ الحقوقيينَ والإعلاميينَ الشرفاءَ الذينَ يُدافعونَ عن الحقّ والعدالةِ، ونُؤكّدُ على أنّهمْ ليسوا وحدَهمْ في خضمّ هذا الصراعِ، بلْ إنّنا جميعًا معهمْ في خندقِ واحدٍ ضدّ الظلمِ والفسادِ.
يجبُ على المجتمعِ الدوليّ أنْ يتحمّلَ مسؤوليّتهُ في حمايةِ هؤلاءِ الأبطالِ، وضمانِ سلامتهمْ، وتوفيرِ بيئةٍ آمنةٍ لهمْ لممارسةِ عملهمْ دونَ خوفٍ أو تهديدٍ.
إنّ جزءاً من مستقبلَ اليمنِ يعتمدُ على أصواتِ هؤلاءِ الأبطالِ، ولنْ نسمحَ للظلمِ والفسادِ أنْ يُكمّمَ أفواهَهمْ.