درب زبيدة” بالمنطقة الشمالية قيمة تاريخية كبرى

صلاح علي القادري
رئيس الإذاعة اليمنية

يمثل “درب زبيدة” بالمنطقة الشمالية قيمة تاريخية كبرى بوصفه طريقًا للحجاج والتجارة في عصور الإسلام القديمة، حيث يعد من أشهر الطرق التي استخدمت لنقل الحجاج من العراق وبعض أجزاء منطقة الشام إلى مكة المكرمة، ولا تزال الكثير من آثار الدرب باقية إلى يومنا الحاضر.
أقيمت على امتداده المحطات والاستراحات, ورصفت أرضيته بالحجارة في المناطق الرملية، وهناك علامات ومواقد توضع مساء على الطريق ليهتدي بها المسافرون، فمنذ بداية الدولة العباسية أمر الخليفة أبو العباس السفاح بإقامة الأميال أحجار المسافة والأعلام على طول الطريق من الكوفة إلى مكة.
وحظي “درب زبيدة” باهتمام ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية منذ توحيد البلاد على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- مرورًا بأنجاله الملوك -رحمهم الله- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-
ويعود الدرب إلى ما قبل الإسلام، لكن زادت أهميته مع بزوغ فجر الإسلام عندما أخذ في الازدهار بدأً من عهد الخلافة الراشدة والفترة الأموية، وبلغ ذروة ازدهاره في عصر الخلافة العباسية الأولى، حيث أنشئت فيه المحطات والاستراحات، وحفرت البرك وشقت القنوات وأقيمت السدود والحصون..
كل ما مر قد يكون كلاما عن الطريق وأهميته التاريخية وبداية إنشائه، لكن ما يهمنا هنا هو الفكرة التي جالت في خاطر اللواء الدكتور المتقاعد من الخدمة العسكرية ولكنه لم يتقاعد من العمل العام في خدمة وطنه في مجال آخر غير المجال العسكري، وفي صلب هذه الأعمال هو فكرة إحياء (درب زبيدة) هذا المشروع الذي سيفتح أعيننا على عشرات إن لم تكن مئات من الآثار والمنشئات التي تسبب هذا الدرب في بنائها وتشييدها، وهذا ليس بغريب على أحد رجالات المملكة التي تعتبر الآن ورشة عمل كبرى للمشاريع في مختلف المجالات وأيضا حاضنة للأفكار الرائدة التي تعتبر هي عمود اقتصادات المستقبل.
ويتوافق إحياء هذا الدرب مع رؤية ٢٠٣٠ التي يقودها صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء هذه الرؤية الاستراتيجية التي لن تغير المملكة فقط ولكنها ستقود لتغيير المنطقة العربية برمتها وستكون قاطرة التقدم لهذا الإقليم الهام من العالم، ومن ميزات إحياء هذا المشروع العظيم هو أن السعوديين وهم في سباق مع أنفسهم نحو التقدم واللحاق بالدول الكبرى يضعون نصب أعينهم أنهم يتكئون على إرث تاريخي عظيم يمثل درب زبيدة أحد صوره، ونلمح هذا التلاحم والتكامل بين القيادة الرشيدة والشعب بكل فئاته.
في الأخير لايسعني إلا أن أعبر عن عظيم إعجابي وامتناني بكل مايقدمه سعادة اللواء الدكتور عبدالعزيز العبيداء وأتقدم بخالص الشكر والتقدير له ومن معه من خيرة الرجال وللمملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعب

تعليقات الفيس بوك
Exit mobile version