في اليمن المليشيا تحارب طواحين الهواء..!!

بقلم /علي الذرحاني

بعد أن أعترضت جماعة الحوثي سفينة تجارية في المياه الاقليمية في البحر الاحمركان رد فعل الدول الكبرى أن قامت بتحريك بوارجها الحربية باتجاه الشاطئ اليمني. وبالقرب من ميناء الحديدة والدليل تحذير الناطق باسم القوات المسلحة الخاصة بجماعةالحوثي بأن الذي سيقترب من شواطئ بلادنا سيلاقي الرد القوي المناسب لدخوله واقترابه من سواحل اليمن ولكن جماعة الحوثي لم تتعظ أو تتعلم من التاريخ ومن الأحداث الماضية فالرئيس العراقي صدام حسين الرجل الذي عرف بشجاعته وثقته بنفسه قد تحدى أمريكا والدول الكبرى العلمانية التي تكالبت عليه وبلغ عددها ثلاثين دولة بقيادة أمريكا.

وقامت تلك الدول بتدمير العراق وجعلت من الرئيس العراقي كبش فداء وأضحية في عيد المسلمين المبارك وكان يظن بأن قوته وشجاعته وثقته بنفسه أقوى من مكر وخداع وقوة وتكنولوجيا الغرب الملحد والغاشم. وكان ينبغي ان يتعظ ويقول لنفسه رحم الله إمرئ عرف قدر نفسة.. لكن الحكمة غابت عنه حين ظن بأن الأمورستكون في صالحه وحدث العكس فانقلب السحر على الساحر ولم يعلم بأن الغرب لايرقبون في مؤمن إلا˝ ولا ذمة وتناسى بأن الدول الغربية ترى أنها هي الأقوى. وأن لاعنترية لأي دولة من دول العالم الثالث الضعيفة والمتخلفة ولاتنفع القوةإلا للدول القوية المتقدمة تكتنولوجيا وصناعيا وعلميا ومدنيا.. فرسول الإسلام القدوة والأسوة الحسنة لم يقاتل الكفار في مكه بداية دعوته للإسلام إلا بعد أن قوت شوكة الإسلام وكثر عددالمسلمين في المدينة المنورة ففتح مكة بعشرةألف مقاتل ولكنه في بداية دعوته للإسلام بمكه أنتهج أسلوب السرية وعدم الصدام مع المشركين لأن عدد المسلمين كان قليلا . وأمره ربه بالهجرة من مكة الى المدينة وجماعةالحوثي لم تعترف بها أي دولة واحدة حتى هذه اللحظة وطردت سفيرها من دمشق قبل فترة وجيزة وهم في نظر المجتمع اليمني جماعة انقلابية وخارجة على الشرعية وعلى النظام والقانون في اليمن ولديهم أجندة خارجية يريدون تنفيذها في بلادنا. لمسخ الهوية اليمنية العربية و الخصوصية الدينية السنية وتريد تحويل اليمن ألى نسخة مقلدة لنظام الملالي في إيران العجمية الفارسية الصفوية الشيعية العنصرية ذات العقيدة المشوشة والمزيفة والمغشوشة والمتناقضة والغير صحيحة والمنحرفة والمشبوهة وبلادنا لاتعرف المذهب الاثناعشري الشيعي بل تعرف المذهب الزيدي والشافعي. وبعض الصوفية .

ومحاولة حجز سفينة أجنبية في مياه دولية ذريعة لضرب بلادنا وإكمال تدمير مادمرته دول التحالف.منذ ثمان سنوات ..فمصر قلب العروبة النابض. قدحاربت اسرائيل ستة حروب باسم القومية العربية ومن اجل استرداد سيناء لم تورط نفسها في حرب جديدة مع اسرائيل وتنتصر لأهل غزة في الوقت الراهن لأن هذ الزمان ليس هو زمان العنترة وزمان الجهاد والنضال والحروب والصراعات الدمويةالذي كان شعاره (هل من مبارز) وكذلك لم يدخل حزب الله اللبناني.

حتى هذه اللحظة بكل قوته وعتاده بشكل كاملوبصواريخه بعيدة المدى لنصرة غزة وكذلك لم يدخل النظام السوري في حرب مع الصهاينة لإرجاع هضبة الجولان السورية المحتلة مع أن اسرائيل تنتهكباستمرار سيادة الجمهورية السورية التي تلتزم الصمت وسترد على اسرائيل قبل يوم القيامة بيوم واحد..!! مع أن مطاراتها ومواقعها الاستراتيجية تقصف باستمرار من قبل الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين وكذلك الأردن لم تدخل في حرب مع إسرائيل لنصرة غزة لأنهامرتبطة باتفاقية سلام مع اسرائيل مثل مصر ونحن نتسائل لماذا لماذا لاتتدخل السعودية لنصرة غزة والأرض أرض مقدسة وفيها ثالث الحرمين وأولى القبلتين ومسرى رسول الله الذي دنسه ال.ص.ه.ا.ي.ن.ة الأوغاد لأن هذا الزمان ليس زمان مقاومة بل زمان مقاولة ومصالح أنانية ضيقة. وضعف وهوان وذل وجنوع ومصالح أنانية ضيقة وخوف من الغرب المتفوقوضاف القيم الانسانية والمبادئ الاسلامية النبيلة والسامية .
إنه زمان مصالح الشعوب والأمم والمجتمعات
ثم إن رئيس الفلسطيين وخاصة في الضفة الغربية. وحكومته وهم المتحدثين الرسميين باسم الارض وباسم القضية الفلسطينية منقسمين فيما بينهم مع اصحاب اجندة النقاومثة في غزة بل ومختلفين في برامجهم الوطنية فحكومة ابومازن تفضل الحل السلمي مع اسرائيل وبقية فصايل حماس والجهاد والقسام تفضل النضال والجهاد ولغة السلاح والقوة وماأخذ بالقوة لابد ان يسترد بالقوة من أجل تحرير الأرض وحق تقرير المصير بقوة السلاح فهل نتوقع من زعماء العرب ورؤسائهم وملوكهم أن يكونوا ملكيين اكبر وأكثر وأزيد من الملك الفلسطيني نفسه صاحب القضية والأرض وتكون قلوبهم. وحبهم على الأراضي المقدسة ازيد من أصحاب الأرض والعرض والقضية في فلسطين لابد أولا أن يقوم الفلسطينيون. أنفسهم بمساعدة أنفسهم. ودذلك من خلال توحيد جبهتهم الداخلية وكلمتهم الواحدة كلمتهم وصفهم المرصوص وأن يكونوا على قلب رجل واحد ثم ينطلقوا إما إلى جهاد وإما الى دعوة لحل سلمي أوينطلقوا من خلال يد تحمل حمامة السلام ويد تحمل السلاح معا لان الكيان الصهيوني العنصري لايلتزم بالعهود والمواثيق الدولية والقرارات الشرعية.. الدوليةولا يعترف بمبادئ انسانية. ويعتبر نفسه فوق القانون الدولي وبحماية امريكية ولايعرف الا لغة القوة والسلاح..
وبلادنا ليست استثناء وليست متواجدة في سطح القمر بل هم على الارض وهم بشر مثل غيرهم يتصارعون على السلطة والثروة وخارجين من حرب منذ ثمان سنوات وحياة معيشية صعبة وبنية تحتية مدمرة وحياةتعيسة وضنك وبعيدين عن فلسطين .. والعالم اليوم يصنف اليمن ضمن من افشل وافسد الدول في الوقت الراهن وفيها قلاقل وحروب وصراعات وعدم استقرار وتخلف وتمثل تهديد للأمن والسلم العالميين والنخب السياسيةفي بلادنا قد اعادت هذه البلاد الى الوراء والى الخلف. وكأننا أيام الجاهلية وداحس والغبراء وحرب البسوس بالإضافة إلى وجود فساد مالي واداري ومحسوبية. في كل مرافق وشرايين الدولة و العميقة. التي تلعب فيهاالقبيلة والاحزابالهشة والمليشيات او العصابات التي لاتبني دولة مدنية حديثة ولا تفكر بمستقبل الا بمصالحها الضيقة. ومصالح عناصرها فقط وغياب لهيبة ولا تمتلك مشروع دولة مؤسسات ونظام وقانون بل اوجدت داخل هذا الوطن دولة متخلفة. وهشة وانقسام حاد دولة مفككة وعودة الي زمن الجاهلية الاولى وايام السادة والعبيد بالاضافة الى ان
بلادنا تتجاذبها اطراف اقليمية ودولية من هنا وهناك فأصبح مصيرها وسيادتها ليس بيدها بسبب تفكك واختلاف النخب السياسية مماشجع الاخرين الآخرين على الدخول فيها وتدمير بنيتها وتأجيج هذا الصراع وزيادة التناحر والاختلاف والصراع على السلطة والثروة مما أدى الى ضياع البلاد والعباد.

تعليقات الفيس بوك
Exit mobile version