مصطفى محمود
..
بتحليل وضعيات الرئيس العليمي في مجموع الصور التي التقطت له من شوارع المكلا وتداولتها وسائل الاعلام.. يقول البروفسيور سمير باجعاله خبير علم لغة الجسد، بينة نتائج التحليل عن ( كبرياء قائد ذو إرادة فلاذيه وإيضا إعتزازه بالتراب الذي تطئه قدميه.
إن انتقال اليمن من عصر الفوضى وسيطرة جماعات ماقبل الدوله المُشَرعَنة بأمر الواقع إلى عصر بناء الدوله والحكم المحلي كامل الصلاحيات ، صار مرهوناً اليوم بالمثابرة السلمية التي ما برح يبديها رئيس الجمهوريه رشاد العليمي ومعه حضرموت التاريخ والحضاره وأبناءها المياميين
في مساء يوم عيد الاضحى المبارك و من بين الزحام في شوارع المكلا ظهر رئيس الجمهوريه رشاد العليمي متجولا في اوساط المواطنيين الذين كانوا يقابلونه بالفرحه والترحاب…. اعتقد من وجهة نظري ان هذه الجوله ماهي إلا للتذكير والتحذير بأن الحاضرَ الخرائبي فاقدٌ لشرعية الاستمرار، في مقابل صورة المستقبل الآمن التي باتت تتشكل ببطء وثبات وثقة في العقل الجمعي اليمني الناهض من رماد الحروب . انطلاقا من حضرموت المجد.. فالتاريخ البشري لم ينتقل في وعيه الحقوقي من عصر الفوضى و العبودية إلى عصر الدوله والحكم المحلي والحريات، إلا بتوهج الشعلة المدنية الصبورة التي حملها ملايين البشر عبر القرون دون أن تتلكأ أو تسقط.
بعيداً عن أي تفيهقات سياسيه أو قانونية لها مشروعيتها النسبية في أذهان أصحابها، فإن تحليلاً علمياً استشرافياً لما سيحدث في اليمن في مرحلة ما بعد قيام مجلس حضرموت الوطني وزيارة رئيس الجمهوريه لحضرموت ومنحها صلاحيات الحكم الذاتي.. لا بد أن يأخذ بالحسبان أولاً أن تلك الواقعتين التاريخيتين الحاسمتين – ما كان لهما أن تقعا لولا أن جماعة ماقبل الدوله قد برهنَت جهاراً وسراً، علانية وضمناً، قانوناً وعرفاً، أنها انتهكت – بل خانَت- اليمن ارض وانسان حد التفريط والعبث بكرامة المواطنين وأمنهم وسيادتهم وسلامتهم وثرواتهم ومستقبلهم دون أي مؤشر على شعور بذنب أو محاولة لإصلاح.
ولذا فلا معنى بعد اليوم لجماعه ماقبل الدوله أن تنادي بـ”بمشرعيةٍ القضيه ” وهي من قام بوأدها سلفاً عن إمعانٍ وإصرار على مدى تسع سنوات، بالرغم من كل المناشدات المستميتة الصادرة عن الشرعيه والرأي العام اليمني شمالا وجنوبا بأنماطه الاجتماعية والثقافية والإعلامية والاحتجاجية السلمية. فالمصطلحات والشعارات التي ترددها هذه الجماعات غدت ألفاظاً منتهية الفاعلية على يدها، تمارس خداعاً لغوياً وتضليلاً عقلياً وسط عواصف مفاهيمية تبحث عن بوصلة مفقودة.
(شرعية وطنيه تولد وجماعات ماقبل الدوله تموت)
لطالما كان العاملُ السيكوسياسي الأساسي المحرك للتاريخ البشري، هو زوال جماعة ماقبل الدوله في أذهان الناس أولاً، ليعقبها فيما بعد اندثار سلطتها على أرض الواقع ثم بزوغ شرعية بديلة جديدة. ولولا هذه التتابعية النوعية في تطور الوعي البشري، لظلت سياط النظام الإقطاعي مثلاً تمارس “شرعيتها” حتى اليوم على الظهور المنحنية الخائفة.
لقد اندفع زمن التغيير بعمق داخل أحشاء البنية السوسيوسياسية لليمن ، وأفلح فخامه الرئيس رشاد العليمي في تثبيت دعائمه الضرورية من حضرموت في الساعة الاجتماعية الحية لهذا المجتمع الباحث عن البقاء… فالاستباحة التي تعرضت لها جماعة ماقبل الدوله بتأثير بالواقعتين المذكورتين( المجلس الحضرمي الوطني ـ زيارة رئيس الجمهوريه)، إنما يقدم علامة دالة بقوة على لحظة تحولها – التي قد تطول وتتعقد- من حالة التصدع المثقل بالشروخ إلى حالة التحلل النهائي الآيل للزوال.
يتبع،،