مصطفى محمود
إن أي مجتمع لا يعي أفراده بالتاريخ وعيا حقيقيا ومقنعا محكوما عليه بتكرار اخطائة سيقعون حتما تحت رحمة كتاب الحجب والرقيا الدينية والخرافة والإنتهازيين من مستغلين والمستخفين بعقول الناس..
ومن الملاحظ انه لا يوجد اي كتب عن تعز ومجتمعها وتطورات الحياة فيها، وان وجد بعض الكتب فهي في أغلبها كتب تقليدية تشبه الثرثارات التي ترافق الجنازات، والتي تتحدث حديثا مبالغا فيه عن الخصال الحميدة للمتوفى من دون أي اكتراث بحقيقة هذا الشخص، وهمومه التي قد تكون نالت منه في النهاية. حتى أن الذي يقرأ تلك الكتب لا يكاد يعرف أي شيء مهم عن تعز و حياة التعزيين ومعاناتهم والتغيرات التي وجدوا أنفسهم وسطها. .
لا يوجد أي تاريخ عن إسهام اغلب النخب التعزيه ودور كل فرد فيما آلت اليه تعز اليوم من تقسيم جغرافي .وسياسي واجتماعي بل واقتصادي واصبحت خطوط السيطرة العسكرية هي التي تفصل اليوم بين التعزيين وتمنحهم هوية سياسية كاذبة.. والمشكله ان الوضع الانقسامي في تعز اليوم يكاد ان يمتلك عناصر استمراره..صحيح إننا اليوم أمام تقسيم يقوم على تنافر سلطات الامر واقع فقط، ولكن ديمومته حتما سيخلق قبول شعبي يغذيه الخوف من الآخر ومن نتائج هذا الامر تشظي الهويه الاجتماعيه التعزيه الجامعه الى هويات تعزيه جديده مضادة لبعضها تمتلك عناصر استمرارها ومن ثمه استقلالها ..ومن اجل تجاوز هذا التقسيم تعز بحاجه إلى قوة وحدة التعزيين..
لايكاد يوجد لا قبل الاحداث ولا حتى بعدها لأي تأريخ للمشكلات والتحولات الكبرى التي عصفت بتعز واهلها. فمثلا لا تجد أي تأريخ للحصار الحوثي الخانق لتعز ولاعن اضراره التي لحقت بتعز ارض وانسان وهوية اجتماعيه ولاعن نتائج هذه الاضرار على الحاضر والمستقبل. ولاعن تسع سنوات من إنقطاع الكهرباء ولا للجفاف الذي أرخى ستائره الثقيلة على حياة أهلها ومستوى معيشتهم.. مثلما لا يجد أي أثر لتاريخ تضحياتها في سبيل الجمهوريه والوحده والهويه الوطنيه اليمنيه والاعن الثمن الذي تدفعه تعز في كل منعطف تاربخي. ولاعن جوع وفقر سكانها ولا أي تأريخ لمساجينها السياسيين وأسراها سواء كانوا في معتقلات الحوثي. او مأرب او الساحل الغربي اوالانتقالي. أو غير ذلك، . مثلما لا تعثر على تأريخ للتهجير الطوعي، الذي بدأ مع اجتياح المليشيا الحوثيه للعاصمه صنعاء فتقاذفتهم الحياه من داخل كل المحافظات هاربين الى جميع المحافظات.. والذي رمى مئات الألوف من أبنائها في النزوح المحلي والخارجي لطلب الرزق الذي حرموا منه بعد ان تغييرت احوالهم ، وكأنه تدريبا مبكرا على التهجّير الكبير الذي لم يكن في الحسبان.
تعز بحاجه الى كتب تأريخيه كالاتي 1..كتب تؤرخ لتعز رسميا وإداريا منذ فجر التاريخ وحتى اليوم ويفضل ان يعتمد المؤرخون على الاثار والمنقوشات والكتب القديمه و على الوثائق العثمانية والذاكره الشعبيه بالنسبه لتاريخ الأمامه وبعض الإحصاءات المحفوظة فيما يخص تاريخ الجمهوريه وحقبه مابعد الوحده. وكذلك مرحله الصراع الدموي الذي بدأ مع اجتياح المليشيا الحوثيه
2ـــــ تعز وجغرافيتها القديمه والحديثه واسماء مديرياتها وعزلها وقراها وخصائصها الاجتماعيه وعن حضاراتها واسماء اسواقها القديمه والحديثه واسماء حاراتها داخل المدينه والتأريخ لشخصياتها ورمزها واحزابها وحركاتها الجماهيريه والسياسيه والنقابيه والعلميه ، وغيرها من الحركات الاجتماعيه والسياسيه والعلميه.
3، تعز والمسئله الحوثيه الكبرى التي روعت أهلها لمايقارب العقد من الزمن على يد الحوثي وبعض اطراف الصراع داخل تعز وخارجها.: ، والتي ذهب ضحيتها الوف التعزيين شهداء ومغرر بهم ومئات يقضوا سنوات في السجون.. وافلاس مئات التجار التعزيين بسبب استراتيجيه الأفقار التي يستخدمها الحوثي وبعض اطراف الصراع في الجنوب
.يضاف إلى ذلك المظالم التي يعشوها ابناء تعز داخل محافظتهم الناتجه عن الصراع والانقسام وتبعاتها
يتبع،،