جاء الى وزارة الكهرباء والطاقة بالكثير من الطموح والإصرار على مواصلة النجاح وخوض التحدي الأكبر في مسيرته العملية من خلال تقلد أهم وزارة ترتبط بحياة الناس
بعد أن كان وخلال فترة قصيرة جدا حقق نجاح كبيرا في وزارة الأشغال العامة والطرق استمرت الوزارة في حصد النتائج حتى بعد مغادرة الوزير مانع بن يمين للوزارة التي ظل يعمل فيها خلال تلك الفترة الوجيزة بعيدا عن الأضواء والاعلام ولازال يصر حتى اللحظة الاستمرار في العمل بصمت ويكاد يكون الاستثناء عن كل وزراء الحكومات المتعاقبة الذين لا تغيب اخبارهم عن وسائل الاعلام .
قال لي أحد المقربين له ان الوزير مانع بن يمين يفضل العمل بصمت ويؤمن بإن المرحلة الحالية تستدعي الإنجاز والاستمرار في خدمة المواطنين والاضطلاع بمسؤولياته دون الاكتراث بالأضواء لانه لازال يرى بان الطريق طويل ورغم كل الذي حققه فهو لايزال يرى انها تندرج ضمن مرحلة التأسيس .
في هذا السياق وجدت نفسي ذات يوم اتسائل عن وزير تغيب أخباره عن وسائل الاعلام بدأ السؤال محيرا لي أكثر عن وزير شاب في حصة المجلس الانتقالي الجنوبي
يواصل الصمت يشغل وزارة الاشغال والطرق وهي الوزارة الميتة الغائبة عن اداء اي مهام الا ما ندر قبل أن يشغلها المهندس مانع بن يمين لكن الأخبار التي لم يكن يتداولها الاعلام عن واقع وزارة يستمر وزيرها بالصمت بدت حافلة بالكثير من الانجازات على أرض الواقع الكثير من الاتفاقيات والدراسات كانت المصادر تقول انه انجزت بفضل معاليه ومالم نسمع عنه بدأنا نشاهده في الواقع لمشاريع بدأ العمل فيها فعلا .
الحقيقة أن الفضول لديا كان في تزايد فكرت في زيارة هذا الوزير الذي يواصل الصمت لعلي اجيب عن تساؤلات تزداد في مخيلتي .
لكن التعديلات الوزارية يومها قطعت الطريق امامي عن زيارة الوزير مانع بن يمين حيث كانت التعديلات الوزارية قد جاءت به على راس مهمة جديدة أكثر تعقيدا انه الآن على رأس وزارة الكهرباء .
يومها كان يحدثني الاستاذ فخري العرشي لقد حظيت وزارة الكهرباء بالوزير الافضل في وقت أخذت أسأل فيه الجميع عن اهمية هذا التغير في وزارة الكهرباء كان الجميع متفائلين بقدوم ابن الوزارة كم يفضل الكثيرين أن يطلقوا عليه
وكنت شاهدا على مراسيم توديع الوزير الدكتور أنور كلشات المهري من قبل الوزير الجديد الذي كرس روح من التفاني النادر في الاصرار على رفض أن يتسلم مكتبه دون توديع الوزير السابق وداع يليق بجهوده .
جاء الوزير كلشات في اجواء حماسية وترقب حظي باستقبال رائع من قبل الوزير الذي يرفض الجلوس على مكتبه في لحظات الاستقبال حيث يجلس الوزير السابق عليه في لحظات استلام وتسليم مفعمة بالأخاء الصادق التي تؤكد اننا امام وزير انسان مانع بن يمين قبل أن يكون مسؤول لكن الخبر الذي ساد الوزارة أن الوزير الجديد لا يريد الاعلام ويفضل الاستمرار في العمل بصمت ..طيب لماذا يا معالي الوزير وهو السؤال الذي يقدم اجابته لي وسأتحدث عنه لاحقا مع ابدأ تحفظي عن اصراره .
وحين كنت أجد نفسي حاضرا في احد الاجتماعات للوزير مع مدراء عموم مناطق الكهرباء بالمحافظات المحررة كان اللقاء مميز ولافت لوزير يبدو شجاعا وعلى قدر عالي من الهيبة والوقار رغم صغر سنة يتحدث بفخامة وثقة عالية يبدو واعيا لكل ما يريده ومستوعبا لطبيعة التعقيدات والتحديات يتحدث بشكل واضح عن المستقبل ومتطلباته ويظهر بحزم أكبر انحيازه للمواطن .. انها المرة الأولى التي اجد نفسي استمع لمثل ذالك الحديث الذي شكل مصدر مفاجئة كبيرة لي لمسؤول يتحدث بلسان المواطن لازال صدى تلك الكلمات التي سمعتها يتردد في اذني لن اسامح اي تقصير تجاه المواطنين حين اكون مجبر على الاختيار للاستماع للمواطن ام لاي مسؤول في الكهرباء سوف اختار دون تردد الاستماع للمواطن والوقوف الى جانبه. وهو الحديث الذي لا اعتقد ان احد من قبله قد قاله .
ومنذ تلك اللحظة صرت انقل كل مشاعر الاحترام والحب الذي اسر قلبي لكل من اجدهم قبل ايام كنت في مكتب القاضية أفراح بادويلان رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد كانت تشاركني مشاعر التقدير حول شخصية الوزير
الحديث لم يكتمل بعد للحديث بقية في تناول أخر