د عبده سعيد المغلس
تميز خطاب فخامة الرئيس رشاد العليمي بالصراحة والوضوح، ووضع النقاط على الحروف، والحكمة اليمانية، وهو خطاب ممتد لكلمته الواضحة والصريحة، في قمة التجديد والتغيير بجدة، هذا الخطاب شخّص الواقع اليمني بمشكلاته وأولياته وسُبل علاجه، وتعامل مع معطياته المختلفة، بشفافية ومسؤولية رئيس الدولة، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، القائد الذي يقود ولا ينقاد، توجهه مصلحة اليمن بثوابته الوطنية، لا مؤثرات الإعلام الموجه، أو وسائل التواصل التي توجهها شركات العلاقات العامة، خطاب حوى رسائل عديدة، لمكونات الشرعية والقوى السياسية، وللداخل والخارج، حدد فيها هدف ووجهة ومنهج السير، نحو استعادة مؤسسات الدولة، موجهأً البوصلة نحو الوجهة الحقيقية والوحيدة، التي يجب على معسكر الشرعية بكل قواه ومكوناته، التوجه نحوها “مواجهة الإنقلاب الحوثي المدعوم من إيران”، وترك ما عداها إن أرادوا وطنهم ودولتهم وشعبهم وارضهم.
ولهذا سيعمل البعض على بتر الخطاب وتجزئته، وفصله عن شموليته، التي ترسم المشهد اليمني كله بمختلف زواياه، بحربه وسلمه، وبكل ما يحيط به من صعوبات ومخاطر وتآمر، وسيقع هذا البعض في الخطيئة الإبليسية التي يقع فيها الإنسان الغافل، حين أستخدم مقارناته الخاطئة، لقراءة المشهد الكلي لأمر السجود لآدم، فأتخذ قراره الخطيئة، الذي أخرجه من رحمة الله، وهذا البعض بقراءته الخاطئة للمشهد اليمني الكلي، يُخرج نفسه دوما من حضن اليمن ونموذج ذلك الإمامة ماضياً وحاضراً.
وأحاول هنا تقديم قراءة لأهم ما جاء في هذا الخطاب من موجهات ومحددات وسياسات ورسائل كما يلي:
1-اليوم الوطني المجيد الثاني والعشرين من مايو دلالة الاحتفاء والاحتفال وقيمة الوحدة.
أوضح فخامته الموقف بجلاء لا لبس فيه بهذه النقاط:
– انني اؤكد بصفتي رئيساً لمجلس القيادة الرئاسي، ان الاحتفال بيوم الوحدة، ليس نزوعاً للمكايدة السياسية، او الاقصاء، وانما التزاماً بقوة الدستور، والمركز القانوني الشرعي للدولة المعترف بها اقليمياً، ودولياً، ومرجعيات المرحلة الانتقالية، وبالأهداف السامية التي صاغها اليمنيون في الجنوب والشمال قبل ستة عقود.
– التحدث فيه للشعب اليمني اعتزازاً ووفاءاً لتضحيات قادتنا العظام الذين توجوا اهداف ثورتي 26 سبتمبر، و14 اكتوبر بتحقيق الحلم.
– تذكير بعظمة ذلك الرعيل الخالد، وامتنانا لشجاعتهم في صنع هذا المنجز بعد سنوات من النضال والكفاح.
– التأكيد على واحدية المسار والمصير.
– اعتذاراً عن الاخطاء الجسيمة التي رافقت مسيرته.
– الانفتاح على كل الخيارات لإصلاح المسار.
– تمكين ابناء شعبنا من تحقيق تطلعاتهم، وتقرير مركزهم السياسي، ونمائهم الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي.
– كان يوم الثاني والعشرين من مايو، وسيظل يوم عيد من اجل اولئك الحالمين المخلصين في الجنوب والشمال، ومن اجل قيمة الوحدة التي نحتاجها في كل التفاصيل كما تجلت بحوارات ونقاشات الشركاء الجنوبيين مؤخرا، وفي عملنا الجماعي لمواجهة خطر المليشيات الحوثية الذي يتربص بنا على الابواب استعداداً لاجتياح المحافظات الجنوبية، والمحررة تحت الشعار الزائف ” الوحدة او الموت”، الذي ترفعه المليشيات لتبرير اعتداءاتها
2-الإخوة الجنوبيون والوحدة وقضيتهم العادلة.
– كان اخواننا الجنوبيون، سباقون الى الوحدة، تنشئة، وفكراً، ونضالاً، وظلوا مخلصين لها، ولا يمكن ان يكونوا مخطئين في ذلك.
– وهم اليوم محقون في الالتفاف حول قضيتهم العادلة بعدما انحرف مسار المشروع الوحدوي، وأفرغ من مضمونه، وقيمته التشاركية بعد حرب صيف 1994.
3-تعلم الدرس والإنصاف وقول الحقيقة بأن تحقيق الوحدة ليس من اجل استبدال نفوذ طبقة معينة بأخرى مستبدة
– لقد حان الوقت لتعلم الدرس، والانصاف وقول الحقيقة بأن الرموز الوطنية التي ناضلت من اجل تحقيق الوحدة لم تفعل ذلك من اجل استبدال نفوذ طبقة معينة بأخرى مستبدة، بل من اجل اعادة السلطة للشعب وتأمينها وحمايتها بالمشاركة الواسعة، والمواطنة المتساوية، والحقوق والحريات.
4-واجب الاستجابة للمتغيرات كعمل جماعي يعترف بالأخر ويلتزم بتصحيح المسار.
– لهذا فنحن ندرك تماماً انه حينما تخرج السياسات عن الاهداف وتتغير القناعات وتتضخم الالتزامات، والمظالم فإن من واجبنا الاستجابة لتلك المتغيرات، وخدمة الناس وتحقيق تطلعاتهم كعمل جماعي يعترف بالأخر، وحقه في المشاركة والاختلاف، ويلتزم بتصحيح المسار، وفقاً للإرادة الشعبية الحرة.
5-القضية الجنوبية عادلة وجعلها اساسا للحل ومعالجتها وفقا لمخرجات الحوار الوطني، ووثيقة ضمانات حلها.
– انني اشيد في هذه المناسبة بموقف اخواني اعضاء مجلس القيادة الرئاسي وكافة القوى الحاملة للقضية الجنوبية، وتفانيهم في خدمة هذه القضية العادلة، وانصافها وجعلها اساسا للحل بموجب اعلان نقل السلطة، واتفاق، ونتائج مشاورات الرياض.
– تأكيدا على هذا النهج فقد اصدرنا جملة قرارات هدفها جبر الضرر، واعادة الاعتبار للشراكة، وتحقيق العدالة، وفقا لمخرجات الحوار الوطني، ووثيقة ضمانات حل القضية الجنوبية، وذلك بإعادة، وتسوية اوضاع أكثر من 52 الفا من الموظفين المبعدين عن وظائفهم في المحافظات الجنوبية منذ حرب صيف عام 1994م.
– وجهنا الحكومة باتخاذ كافة الاجراءات المنسقة مع الدوائر والصناديق المعنية، ومجتمع المانحين لتأمين الموارد المالية المترتبة على هذه القرارات.
– من المقرر خلال الفترة المقبلة ان نمضي في تطبيق سلسلة من الاجراءات التي تعالج المزيد من المظالم، وذلك في إطار سياسة اشمل تهدف الى تحقيق الاصلاح المؤسسي وتعزيز الحكم اللامركزي في عموم المحافظات المحررة.
6- التمسك بالدولة الاتحادية لتحقيق العدالة ورفع المظالم.
– إن الدولة الاتحادية، التي تبنتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، هي ارضية مهمة ينبغي التمسك بها والبناء عليها لتحقيق العدالة، التي قدمت بموجبها الاطراف الاعتذار، والاعتراف بالخطأ وضمان عدم تكراره.
7- التشارك في القرار ونقل السلطة وتفويضها للمحافظات والمديريات.
– لقد تعهدنا وفقاً لمرجعيات المرحلة الانتقالية، بألا نعمل فقط على تشارك القرار، والتخطيط والتنفيذ على مستوى القمة، ولكن ايضا نقل السلطة وتفويضها للمحافظات، والمديريات وفقا لأفضل الممارسات، والمعايير ذات الصلة.
8- خطر المليشيات الحوثية وشعاراتها الزائفة.
– التأكيد على العمل الجماعي لمواجهة هذا الخطر المتربص بالجميع.
– تحت الشعار الزائف ” الوحدة او الموت” يتربصون استعداداً لاجتياح المحافظات الجنوبية، والمحررة.
– تحت الشعار الزائف “مقاومة العدوان ” كانت ولا تزال ترفعه للتغطية على:
– حربها ضد الشعب اليمني، وتدمير مقدراته.
– مواصلة انتهاكاتها الفظيعة لحقوق الانسان.
– التربح من اقتصاد الحرب، والمتاجرة بمعاناة الناس.
– تستعين بالحرس الثوري الإيراني، ومليشيات حزب الله الذين أمعنوا في تدمير بلدنا وجعلوا منه أسوأ ازمة إنسانية في العالم منذ تخادمهم معاً بالانقلاب على التوافق الوطني في سبتمبر 2014.
– استمرارهم برفض أي فرصة للسلام، والوفاق، والتعايش بين اليمنيين.
9- المعركة المركزية والمصيرية استعادة مؤسسات الدولة وانهاء انقلاب المليشيات الحوثية هدف الجميع.
– معركتنا المركزية المتمثلة باستعادة مؤسسات الدولة وانهاء انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني.
– معركتنا المصيرية لاستعادة مؤسسات الدولة، ستظل هدفنا الجامع.
– سنمضي قدماً في توحيد الداخل والخارج ضد انقلاب وارهاب المليشيات الحوثية، والمشروع الايراني الداعم لها.
10- لن نترك لدعاة الخراب من المليشيا الحوثية شق الصف والمزايدة في قضية الوحدة اليمنية.
– لا يمكن ان نترك لدعاة الخراب، والمليشيات المسيطرة بالقوة على صنعاء اي فرصة لشق الصف، والمزايدة في قضية الوحدة اليمنية.
11- المليشيا الحوثية فرضت واقعاً تشطيريا من خلال:
– فرضت واقعاً تشطيرياً بإجراءاتها الاحادية المميتة.
– منعت تداول الطبعة الجديدة من العملة.
– اغلقت الطرق بين المدن.
– فرضت الجبايات والرسوم الجمركية بين المحافظات الشمالية والجنوبية، والمحررة وتلك الواقعة تحت سيطرتها.
– غيرت المناهج الدراسية.
– اعادة تشكيل المؤسسات المنتحلة على أساس عائلي، وطائفي، ومناطقي.
12- التمييز بحكمة وشجاعة بين النزعة الوحدوية الصادقة والنزوع الاحادي التدميري التشطيري.
– يتوجب علينا جميعا بعد مرور ثلاثة عقود على تأسيس كياننا السياسي الراهن. ان نميز بحكمة وشجاعة بين النزعة الوحدوية الصادقة التي تنظر الى اليمنيين كإخوة انداد وشركاء، وبين النزوع الاحادي التدميري الذي يشطر البلد وشعبه الى شقين غير متكافئين: سادة وعبيد، مركز وأطراف، أصل وفرع، متغلبون وتابعون.
13- القسم الدستوري يلزمنا العمل من اجل جميع اليمنيين في الشمال والجنوب.
ان القسم الدستوري الذي اديناه انا واخواني أعضاء مجلس القيادة الرئاسي يلزمنا العمل من اجل جميع اليمنيين في الشمال والجنوب.
14- تحصين الجبهة الداخلية وعدم السماح بالنزاعات البينية.
– علينا الا نسمح باستنزاف قدراتنا في نزاعات بينية.
– وان نعمل على تحصين جبهتنا الداخلية، وفاء لتضحيات شعبنا وقواتنا المسلحة، والمقاومة الشعبية، واشقائنا الاوفياء الذين سالت دماؤهم دفاعا عن قضيتنا، وحريتنا وكرامتنا.
15- الجنوب القوي والمتماسك والمناطق المحررة، يشكل نقطة انطلاق اضافية للتحالف الجمهوري العريض.
– ان الجنوب القوي والمتماسك مع باقي المدن والمناطق المحررة، يشكل نقطة انطلاق اضافية للتحالف الجمهوري العريض، بعدما تحولت المحافظات الجنوبية الى ملاذ لملايين النازحين الفارين من بطش المليشيات الحوثية، وارضاً للباحثين عن حياة آمنة، وسبل العيش الكريم من أبناء المحافظات الشمالية.
16- السلطة الشرعية هي الضامن الحاسم للدعم السياسي لقضايانا العادلة.
إن وجود السلطة الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، والمؤسسات الوطنية العصرية، هي الضامن الحاسم لاستمرار الدعم السياسي لقضايانا العادلة، وتدفق المساعدات، وتسهيل انتقال اليمنيين عبر الأقطار والقارات.
17- لا يجب ان ننشغل في مجلس القيادة الرئاسي،
والحكومة، عن مهامنا المرتبطة بحياة المواطنين.
– وسط كل هذه المستجدات، والتحديات، لا يجب ان ننشغل في مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، عن مهامنا المرتبطة بحياة المواطنين، وان نعمل على:
– تحسين الخدمات ومصادر العيش.
– تخفيف المعاناة، والسيطرة على التضخم.
– استقرار العملة الوطنية التي ستتلقى دعما مشجعا من الاشقاء في المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، والمجتمع الدولي.
18- الوفاء بالأولويات القصوى.
– ان الوفاء بالتدخلات الحكومية الضرورية، ستظل اولوية قصوى.
– وفي المقدمة استمرار دفع رواتب الموظفين.
– الاستعداد لفصل الصيف بالتوليد المناسب للطاقة الكهربائية، وتوفير المشتقات النفطية لها في عدن والمحافظات الأخرى.
– تأمين الاعتمادات المالية لاستيراد السلع الاساسية المنقذة للحياة.
19- السلام وخيار الردع.
– سنمضي في تعاطينا الجاد مع جهود السلام التي يقودها الاشقاء في المملكة العربية السعودية، جنباً الى جنب مع خيار الردع لاي تهديد عدائي من جانب المليشيات الحوثية.
20- رسالة للقوى السياسية.
وجه فخامته رسالته للقوى السياسية شملت الأتي:
– استمرار تعزيز التفافها حول مجلس القيادة الرئاسي الذي يمثل توافقاً وطنياً وسياسياً لهذه المرحلة.
– أن يكون هدف انهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة، وخدمة الناس والتخفيف من معاناتهم، إطار عمل جامع.
– عدم الاستغراق بالمناكفات، والسجالات الخطابية والإعلامية.
21- العرفان والشكر لتحالف دعم الشرعية.
في الختام اسمحوا لي ايتها الاخوات والاخوة باسمكم جميعا، ان اجدد الشكر والتقدير لأشقائنا في دول تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة على دعمهم المستمر لشعبنا، وقيادته السياسية، وتطلعاته في السلام والاستقرار والتنمية.
22- التهنئة والعرفان لأبطال القوات المسلحة والامن والمقاومة الشعبية والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى.
وهي تهنئة، وعرفان بدور ابطال القوات المسلحة والامن والمقاومة الشعبية، في ملحمة الصمود الاسطوري على طريق النصر المؤزر بعون الله، الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى.