محمد المقبلي
__________
بمناسبة يوم العمال.. من الجيد أن ندرك ان فكرة الإمامة الحقت الأذى بواحدة من أعظم قيم الحضارة اليمنية.. المهن
وخصوصا في المحيط الزيدي وكرست الإمامة الهاشمية فكرة ان العمل منقصة
بينما الفيد والنهب والسلب وحروب الإجتياح ضد العمق الحيوي لليمن المنتج والمهني أمر مغري وهذه الفكرة هي التي كرست البطالة المسلحة وحافظت على شروط البقاء الفكري والإحتماعي في المرتفعات الجبلية.. وسممت الطاقات البشرية وأثرت على الإنتاج القومي لليمن دولة ومجتمع..
بل أن اكبر إنحسار حدث للحرف اليدوية الفردية والجماعية في اليمن كان في زمن الهادي الرسي والعباسيين الذين ارغموا اصحاب المحلات المهنية والحرف اليديوية والصناعية على الالتحاق كعسكر بالجيش الهادوي والعباسي تحت لافتة الجهاد وهذه المعلومات مدونة في كتب المستشرقين الروس على وجه الخصوص ومخطوطات أخرى
في منتصف القرن العشرين عملية التهجير التي تمت لليهود اليمنيين وفق صفقة بساط الريح كان طرفها الداخلي الإمامة الهاشمية من خلالها تم ترحيل نحو ٥٠ الف أسرة يهودية اغلبهم من المهنيين ومتقني صناعة الجلديات والمسكوكات النفيسة وهذا افقد اليمن قوة عمالية وعلمية أنتاجية تراكمية الى جانب النزيف الذي حدث للهوية اليمنية من خلال تهريب المخطوطات التي حملوها معهم الى آخر نسخة توراة تم تهريبها اول الانقلاب الحوثي من خلال مطار صنعاء
بالإضافة الى بقاء الكتلة السلالية خارج المهن والعمل الإنتاجي وإقتصارهم على الثراء من خلال الوقف او القضاء وكتابة البصائر للقبائل الإماميين ونهب أرضيهم أسهم الفكر السلالي الإمامة في ربط المهن والعمل بالوصمة الإجتماعية وخصوصا ان الذين عارضوا حكم البطنين تاريخيا كالمطرفية والإسماعيلية استندوا للعلم والتجارة والمهن كثلاثية استنارة قبل ان يتم التنكيل بهم في واحدة من اكبر جرائم الإبادة الفكرية في الشرق الأوسط
حاليا منذ الإنقلاب الحوثي لم تشهد اليمن في تاريخها الحديث تجريف للعمل والعمال كالوضع الراهن فسبب سرقة الرواتب من قبل الحوثيين انحسرت القدرة الشرائية للأسرة وتراجعت عملية البناء ماعدا فلل السلاليين ومقاوليهم وعدد محدد من التجار والمغتربين والأخطر من ذلك انخراط النشء والشباب في العمل المسلح بدلا من العمل المهني
المسلك الحضاري للذات اليمنية التاريخية في السهول والسواحل والفكر الوطني لسبتمبر وأكتوبر الرؤية الإجتماعية لليسار والقومية اليمنية مؤخرا يمكن البناء عليهم
للتحسين واقع العمال والعمل في اليمن ذهنيا ومعنويا وهو الأهم أما التحسن الأقتصادي فهو ميسور اذا تم استعادة الدولة عسكريا وسياسيا واقتصاديا