مقالات رأي

*تنازلات جديدة، هل ستقدم جديدا؟*

عبدالله إسماعيل

قضيتنا واضحة تفرضها تجارب تاريخية، ومعاناة يمنية ضد العنصرية، وايمان عميق بوطن لكل ابناءه، سواسية في ظل دولة وقانون.
وسندور حيث دارت قضيتنا، ولن تتغير مواقفنا الحاسمة ضد العنصرية والسلالية، فنحن نعرف جيدا من نواجه، ونفهم تمام الفهم ان الحوثية مشروع حرب، مهما راوغت بوهم السلام.
قد نخوض تجربة جديدة، فرضتها ارادات دولية لا تفهم سردية الصراع في اليمن، وتتغافل عن طبيعة جماعة ليس في قاموسها كلمة السلام، ولا تفهمها الا في اطار مكاسبها.
تجربة خضناها مع الارهاب الحوثي 150 مرة، لعلنا نتعلم هذه المرة، وتتوحد جهودنا بعدها لمواجهة العنصرية في أبشع تجلياتها، مع أن تجريب المجرب بلاهة، وتكرار الاخطاء بعض من غباء.
سيكتشف العالم، مع انه يعلم، ان السلام مع جماعة عنصرية ارهابية وهم، وانه يضاعف معاناة اليمنيين، ويسوق لهم سلاما زائفا، لن تكون نتائجه الا اطالة للازمة، وترحيل لمشكلة ستكون أكثر تعقيدا ودموية.
من يظن ان اليمنيين سيتعاملون مع وضع يتسيد فيه الارهاب والتطييف، ويتحكم به سلاح عنصري، لا يفهم طبيعة الشعب اليمني، ولا يدرك ان الكرامة بالنسبة له شرط لا يمكن التنازل عنه.
ومن يسوق لتخلي الحوثية الارهابية عن عنصريتها، وتحولها الى مسار سياسي تشاركي ديموقراطي، يتحول فيه السيء الى مواطن، والسلالة الى جزء من ترتيبات حل طبيعي، عليه ان يراجع التاريخ القريب والبعيد، وان يقدم اجابات لأسئلة ملحة، ليس اقلها:
هل سيقبل السيء العلم ان تحكم الدولة؟ وهل سيتخلى الارهاب عن سلاحه؟ ويتراجع عما احدثه من تجريف وتخريب وتطييف؟ والاهم ان يراجع عقله.
الهروب من الاجابات المنطقية لأسئلة اللحظة، ومحاولة تقديم رؤى مطلقة بلا اساس، تستند الى العاطفة المجردة، او المصلحة الانية الذاتية، لا تساعد في قراءة واقعية للمشهد، ولن تحقق سلاما عادلا ودائما ومستقرا في اليمن.
ليس جديدا التأكيد على ان السلام في اليمن مطلب إنساني جمعي، لكن الحقائق والوقائع والتجارب تؤكد أيضا، انه لا سلام مع أي مشاريع قائمة على العدوان والحرب، ولا هدنة أو تعايش مع العنصرية.
قد يقبل أصحاب القرار بأي هدن مرحلية نعرف بأنها ستنتهي بنكسة جديدة لعلمنا بسياسة الحوثي في التعامل مع الهدن ومفاوضات السلام.
لكن إن كان ولا بد من هذه الاتفاقيات التي تعطي الحوثي فرصة لاستعادة انفاسه، فيجب علينا الإعداد للمعركة الوجودية التي سيشعلها الحوثي في قادم الأيام. فالأحرار في هذا البلد لن يفرطوا ببلادهم وكرامتهم.

تعليقات الفيس بوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى