الحوثية.. كارثة مزدوجة
صادق دويد
لطالما كانت علاقة الحوثيين بالمجتمع الدولي دولاً و منظمات ذات طابع نفعي بحت، تخادم متبادل في اغلب حالاتها و الشواهد كثر ابتداء من الحرب الاولى الى استوكهولم و ما بعدها.
لليمن و المملكة العربية السعودية تحديات مشتركة اخطرها أن حركة الحوثي باعتبارها اداة النظام الايراني في اليمن، وهي مشكلة الجوار العربي بشكل عام مع هذه الأداة التي تشكل تهديداً مستمراً لاستقرار المنطقة، علاوة على تهديدها لمصالح العالم عبر تهديدها للملاحة الدولية.
اما مشكلة الشعب اليمني مع الحو@ثي فهي اكبر و اعمق، فإضافة الى كونه قفازاً ايرانياً غامر بامن اليمن و استقراره و اقتصاده من اجل خدمة الملف النووي الايراني فانه يصادر كل حق للشعب اليمني في الحياة والحرية والكرامة بل حتى في المرتب ولقمة العيش، ليتركه اسير الخرافة محاطا بالفقر و الجهل و المرض، ما يعني ان لدى الشعب اليمني مع مشروع الولاية مشكلة وجودية.
من المؤسف ان المجتمع الدولي الذي يتغنى بالحقوق و الحريات يتعامل مع الحوثيين باعتبارهم طرف صراع متغاضياً عن كون الحوثية هي حركة ارهابية مركبة من النسخة الطالبانية و الداعشيه بمرجعية خمينية. هذا الانفصام من قبل المجتمع الدولي خدم الكهنوت و ساهم بشكل كبير في اطالة امد الحرب.
موقف المجتمع الدولي المخزي هذا لانهم يتعاملون مع الحرب في اليمن من نافذتهم النفعية التي تعتبر الكهنوت وسيلة لابتزاز الجوار العربي الثري. الشيئ الذي حول اليمن الى ملعب كبير لتصفية الحسابات بين الخصوم المتضرر الكبير فيه اليمن ارضا و انسانا و أشقاء جوار.
فك الحوثيين ارتباطهم بإيران و تقديمهم ضمانات للجوار سيكون من شأنه نزع أيدي اللاعبين الدوليين، دولا و منظمات، من الاستثمار في الحرب لابتزاز الإقليم. بينما سيستمر نضال الشعب اليمني بكافة قواه لمناهضة المشروع السلالي العنصري؛ كقضية وطنية سقفها اليمن الحر والمواطنة المتساوية.