بقلم / محمد حمود الشدادي.
تتدحرج الذكرى بين زوايا العتمة، وخواطر البوح ، وتباريح السفر فلا الوجع الضارب في أعماق النفس يخفف الم الرحيل ولوعة الفقد ، ولا التوقف عند محطات الرفاق يجلب شيئاً من السلوى.
للموت جلالٌ أيها الراحلون كما له مرارات وألمٌ وشعور بالفقد ولنا من بعدكم انتظار في محطات قد تطول وقد تقصر، حتى يقدم دون تردد يختارنا واحداً إثر واحد «لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون».
في رحاب الخالدين ايها الطود الشامخ / الدكتور عبدالعزيز المقالح
رحمه الله واسكنه فسيح جناته .
فعلاً لقد أثارت فاجعة رحيله غصة في الحلق وانحساراً لمدد رفقائه وأبنائه، وانطفاءً لومضة نبل إنساني.
هذا العصامي الذي تميز عن غيره بجمالية التعبير وسهولته، وبجمالية النص ونعومته. أثرى المكتبة اليمنية والوسط الأكاديمي والاعلامي والثقافي بكنوز الأدب والثقافة ومناهل العلم. وأنصف الكتاب والمثقفين بقرائته لمولفاتهم
المهنية.
روحه التواقة لمعاني الحب والسلام.
يندلق البوح منه دون هوادة، متوهجاً بين الغفوة والوسن، مشتعلاً بالشجن، دمث الأخلاق، متلعثمُ بهي. راهبٌ في محراب الأدب، يرصد الطبيعة في حله وترحاله، فأصبحت أعماله كما لو أنها كتابٌ سجلها الرجل بعشقه الخاص وسيمفونيته الشجية. دقيق الملاحظة، تواقاً، للمعرفة شرهاًَ في التدوين، مُغرماً في الكتابة، مُغرماً في بحر الشعر ، يدندن بإيقاعات الحرف والكلمة والجملة.
ايقظ روحه الدافئة وفكره المستنير بلغةٌ أدبية من طراز رفيع وذلك في جميع مؤلفاته، ومنها:
1 -لا بد من صنعاء وان طال السفر .
2 – رسالة إلى سيف ابن ذي يزن .
3 – هوامش يمانية.
4 – عودة وضاح اليمن.
5- ابجديات الروح.
6 – بلقيس..
وغيرها من الكتب والأبحاث لايتسع المقال لذكرها. فهو عنوان بارز للوسط الأكاديمي وبدون ادعاء حصيفٌ، خصب الخيال، واسع الأفق. فالتراكم المعرفي الكمي لديه تحول إلى كم نوعي وأصبح مدرسة أدبية متميزة ومعروف في عالم الأدب والشعر والثقافة.
رحمك الله عملاق الأدب والقصيدة.