الأقيال والأحزاب!!
عادل الأحمدي
في معرض النقاش حول حراك القومية اليمنية أقيال، هناك نقطة نود التأكيد عليها لأن أغلب المراقبين قد لا يستطيعون اكتشافها بسهولة.. وهي أن الأقيال لا يحرّضون بعضهم ضد أحزابهم بل العكس إذ لديهم قناعة أن القيل المتحزب الذي ليس وفياً مع حزبه لن يكون وفياً مع فكر الأقيال بالشكل المطلوب إذ القومية ليست حزباً بديلاً لأي حزب. وأكاد أجزم أن غالبية الأقيال، من كل المشارب، يرون في كل المكونات السياسية مكونات وطنية جمهورية تحتاج تلقيحها بالمزيد من المفاهيم “القومية” لا أكثر، في سبيل رفع فاعليتها في معركة التحرير التي لا غنى فيها عن أيّ مكوّن وطني.
لا ينبغي للمؤتمر أن يخاف من الأقيال ولا الإصلاح ولا الاشتراكي ولا الناصري ولا الرشاد ولا الانتقالي.. فناشطو القومية هم من كافة هذه المكونات إضافة إلى ناشطين مستقلين.
الجميل في كل من “يتمقْيل” وهو متحزب، أنه لم يعد يعتبر الحزب الآخر غريمه بل صار ينظر للجميع كضحايا أمام مشروع خدع الجميع واستولى على صنعاء وصرنا وأحزابنا جميعا في العراء. وبالتالي يسهم وعيُ الأقيال في انتشال الحياة السياسية اليمنية من حالة اجترار المواجع والثارات وإلقاء اللوائم، والانتقال إلى حالة من التغافُر والتماسك والتكامل وطني تُحتّمها مسؤوليات المرحلة وأخلاقيات الفرسان.
“تمسّكْ بحزبك ودافع عنه ولا تترك الفرصة للمتملِّقين المتواطئين أو غير المستوعبين لمشروع السلالة كي يحلّوا محلّك بالحزب ويسيطروا على القرار”..
هذه النصيحة قيلت مراراً بصيغ عديدة في نقاشات خاصة داخل حراك القومية.. قيل إصلاحي ينصح قيلاً مؤتمرياً، أو العكس، إذا سمع منه تبرُّماً من حزبه أو شكوى.
هناك حرص من الجميع على الجميع لأن أحزابنا وإن كانت شريكة في الضياع فهي عامل أساس في التحرير.. وأحزابنا كافة نعُدُّها ضمن سياجات وطنية علينا الحفاظ عليها. ويقع في قمة هذه السياجات “الدولة”.. فكر الاقيال يقوّي فكرة الانتماء للدولة ويسعى لتقوية الدولة ومؤسساتها كما يسعى لتقوية الشعب وأحزابه.
وحسب تعبير القيل عمرو سنان فإننا “فقط نريد أن نغرس فكر الأقيال كحامل جامع للهوية وتحت مظلتها يتنافس اليمنيون”.
هناك خيط ناظم لكتابات الأقيال يركّز على هذا المفهوم سيلحظه كل قارئ حصيف.