محمد المقبلي
……….
اعترض بعض الجمهوريين المساندين للشرعية على البيان الرئاسي الذي دافع عن المجلس الإنتقالي احد مكونات التوافق الرئاسي بعد بيان الإتحاد الأوروبي احد رعاة العملية السياسية ومخرجات الحوار الوطني التي انقلبت عليها مليشيا الحوثي الإرهابية بعملية مسلحة انتجت كل هذا الخراب للدولة اليمنية والمجتمع وكذا الدمار المهدد للسلم اليمني والأقليمي والدولي والمأساة الإنسانية التي عمت اليمن في الجهات الأربع
اتفهم دوافعهم الوطنية واتفهم ايضا الرؤية الأوروبية الكلية المعنية بعرقلة جهود الدولة اليمنية الشرعية وعملها الساعي لإستعادة الدولة الشرعية الرافعة الوحيدة لإستعادة العملية السياسية من النقطة التي تم الإنقلاب عليها ليلة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ وبالتالي إستعادة السلام والإستقرار طويل الأمد في اليمن وهذا لايعني ان الدولة اليمنية تفرط او ستفرط بمرجعياتها وكيانها الموحد وسلامة أراضيها.. المرجعيات الثلاث هي وجود ثابت وكل صيغة سياسية بنيت عليها
لكن النظرة للدولة اليمنية والواقع اليمني من خارجها يختلف عن النظرة للدولة اليمنية من داخلها والواقع وتفاصيلة السياسية والمتداخله من داخل الواقع ذاته و بنظرة كلية إجمالية مبنية على مسألة التفكير بالعواقب إزاء المواقف والتوجهات المتخذة تجاه المسألة اليمنية بعموميتها ولحظتها السياسية والمؤسسية الراهنة..
الفهم المبني على المعطيات اعلاه سيؤدي لمعرفة الحكمة السياسية التي يظهرها الرئيس في الدفاع عن مكونات التوافق الرئاسي وكل البنى والمؤسسات والحركات الشعبية المساندة للشرعية
هي حكمة راسخة وليست انطباعية وهي نابعة من إدراك سياسي اتضحت معالمة في مقابلة الرئيس الأولى بقناة العربية وخلاصة تلك الحكمة.. التوازن الوطني والتوافق السياسي الواسع والحفاظ على تماسكه من اجل تماسك الدولة والقوات المسلحة اليمنية والقوى السياسية الجمهورية والقوى الجديدة الشبابية والشعبية والنساء والمجتمع المدني كروافع للنهج الجديد للدولة اليمنية وتفعيل مؤسساتها وفق قاعدة العمل مع الكل من اجل الكل بلا تفرد او الغاء.. نحو التحرير والسلام
في ليلة ال ٢٢ من مايو ٢٠٢٢ انتزع الرئيس بحكمته وتجربته اول فتيل كاد ان يفجر التوافق الرئاسي في مرحلة مبكرة من خلال تفاصيل بسيطة تطورت بسرعة خاطفة وكادت ان تعصف بأول حضور للكيان الرئاسي التوافقي في العاصمة المؤقتة عدن وبتعاون وتفاهم اعضاء المجلس الرئاسي وبالذات المعنيين بالأمر تم تجاوز اول تحدي كاد ان يفت لحمة الصف الوطني بين المقاومة الوطنية والإنتقالي والعمالقة.. وبدينامكية وحيوية صانع قرار يقظ وسرعة تواصل تم تجاوز تلك الساعات التي كانت مغرية للمطابخ الإعلامية للعدو الحوثي المتربص كحنش
في احداث شبوة التحدي العلني الأوسع والأبرز للتوافق الرئاسي
كادت الأمور ان تخرج عن السيطرة وتفجر الوضع ميدانياوكان التوافق على الحافة الحرجة والمؤشرات تشير لذهاب الصراع عن الإتساع وفقدان السيطرة..
عمل الرئيس وبتعاون اعضاء المجلس الرئاسي والتحالف العربي بقيادة السعودية على اعادة المسار الرئاسي للتوافق مجددا ومن خلال السياسة الوسيلة المتاحة للرئيس تم النزول الميداني لوزير الدفاع والداخلية وفي مهمة سياسية لحل امر عسكري وأمني كون المؤسسات الصلبة للدولة لاتزال قيد التوحد والإندماج التدريجي التراكمي الكلي وتم احتواء الصراع وبإسناد التحالف وقف الرئيس حائط صد لمنع استهداف مكون اساسي في الشرعية والمقاومة الشعبية مثل حزب الإصلاح وشركاءه في جغرافيا المناطق المحررة..
حكمة الرئيس الوطنية والسياسية ليست مبنية على العاطفة المثالية هي مبنية على الرؤية الكلية الواقعية والإستشراف للشأن اليمني دولة ومجتمع مضمونها ان التوافق الرئاسي قائم بكل اركانه اليمنية والعربية وإذا انفك ركن او استهدف ركن سيؤدي الى تفكك التماسك اليمني للشرعية وتحالفها العربي لمواجهة تهديد وجودي ايراني
وبالتالي سيؤدي لتفسخ قوى التحرير الصلبة والناعمة وينفرط العقد الوطني الواسع الذي مثل تحول واسع ومحوري للمشروع اليمني العربي والخسارة ستعم الجميع بلا استثناء والرابح هو العدو الحوثي الذي يجني ارباحه من الصراع بين المكونات الجريحة في البلد المعذب والجريح والدولة المطعونة بسيوف الخذلان السياسي و صراع الرفاق اكثر من سيف النسخة الخمينية في اليمن العربي الجمهوري دولة ومجتمع ومحيط..
شكرا لوقتكم.. وسعة بالكم