علي عبدالله الاحمر
“لقد كانت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر بالنسبة للشعب اليمني كعصا موسى وبساط سليمان وقميص يوسف
فقد أبطلت السحر وعن طريقها أخرجت اليمن إلى بر الأمان وأرتدَّ بصيراً بعد عقود من العَمَى”
إن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ستظل حدثا استثنائيا وثورة خالدة نقلت اليمن من ظلمة الكهوف إلى رحاب العصر، وكان قربانها آلاف من أنبل وأشجع الرجال اليمنيين من ابناء الشمال والجنوب والمصريين على السواء، لتصنع ذلك التحول في حياة الشعب اليمني وتخرجه من ظلمات الجهل والتخلف والاستبداد الى آفاق العدل والمساواة والحرية.
تعتبر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر من أعظم ثورات الدنيا؛ ليس لأنها أعتقت الشعب اليمني من حكم كهنوتي جائر استمر الف عام فحسب بل نظرا لمحدودية الامكانات التي تحرك بها ابطال الثورة مقارنة بالترسانة الامامية الكبيرة فالثوار تحركوا بدبابات ومدفعية لايتجاوز عددها أصابع اليدين.
أن ثوار سبتمبر تحركوا في بيئة من الجهل والتخلف ظل يكرسها الطغاة طوال فترة حكمهم وهنا تكمن عظمة الثورة وقوة إرادة الاحرار الذين حملوا رؤوسهم على أكفهم وصنعوا الانتصار السبتمبري العظيم واستبسلوا في حمايته والذود عنه.
الأهداف الستة التي لم تتحقق ما تزال هي الأبهى والأولى بالعناية فكراً وعملاً، ولنا أن نحيي فيها طموحاتنا للمستقبل على ضوء معطيات الحاضر.
لا تستكثروا علينا الإحتفال بثورة لم نعطها حقها، لم نكن أوفياء لمن ضحوا بأرواحهم من أجلها لتخدعوننا أن قد صنتموها، وسرقتَم نورها ليظل الشعب كفيفاً ما أمكن.
لا تستهينوا بشأن الاحتفال بعيدها، فنحن بحاجة اليوم أكثر من أي وقت آخر إلى تعميقها في النفوس إيماناً ووعياً،وإدراكاً بأهمية الوجود والموجود..
في هذه الذكرى يجب أن نعي أكثر أننا مطالبون بالوقوف كرجال أحرار وكرام ضد كل مشاريع الكهنوت والتقسيم والاحتلال، والأهم من ذلك أن نستبدل الأحلام والطموحات بالخطط والمشاريع العملية والمواقف الواضحة.
لن تخفق راية سبتمبر الجمهورية، مادامت أرواحنا تنبض بالحياة
الرحمة والخلود لثوار وشهداء ثورة 26 سبتمبر
النصر لليمن وجمهوريته
الفناء لكل مشاريع الظلام الكهنوتية.