د.عادل الشجاع
جميعنا مازال يتذكر إحاطة مارتن غريفيث” أمام مجلس الأمن التي قال فيها : إن اتفاقية السويد بين فرقاء اليمن “دخلت حيز التنفيذ من تاريخ التوقيع عليها” وأن الهدنة ووقف إطلاق النار سارية على أرض الواقع في مدينة الحديدة غرب البلاد ، في تلك الإحاطة بدا مزهواً بما حققه من اختراق على طريق تمكين الحوثيين من الحديدة وإبعاد شبح الحرب عليهم مرة أخرى وتحصينهم باتفاق ستوكهولم ، فقد خطط لذلك الاتفاق وأشرف عليه ، ورعاه ومن ورائه الأمم المتحدة والدول الكبرى ومواطنه “جيرمي هنت” وزير خارجية بريطانيا .
شدد “غريفيث” وكرر التأكيد في إحاطته تلك، التي قدمها عبر دائرة بث تلفزيونية من مكتبه في الأردن “بأن هذه الاتفاقات لن تبقى حبرا على الورق ، في هذه التصريحات”..بشر المجلس “بالتقدم الذي تم احرازه في تنفيذ اتفاق الحديدة وأكد بأن أنصار الله خلال الفترة من 11 الى 14 مايو قاموا بإعادة انتشار مبدئية للقوات من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى تحت مراقبة الأمم المتحدة ، وأكد أن تعاون أنصار الله كان بشكل كامل طوال الانسحاب وأضاف ، لقد غادرت قوات أنصار الله العسكرية الآن الموانئ الثلاثة في الحديدة والصليف ورأس عيسى”.
أضاف: “لم نكن نتوقع أن يكون تنفيذ هذا الاتفاق سهلاً، ولم يكن كذلك.. رأينا الخطوة الملموسة الأولى نحو تنفيذ اتفاق الحديدة ، أنا ممتن للسيد عبد الملك الحوثي على التزامه ولأنصار الله على الوفاء بوعودهم ، إن ذلك يظهر جديتهم والتزامهم بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في ستوكهولم ، أعرب عن تقديري لهم لكونهم أول من أعاد نشر قواتهم كما تم الاتفاق في ستوكهولم .
هكذا ضللنا غريفث وضلل الرأي العام الدولي وزعم بأن عصابة الحوثي الإرهابية التي يطلق عليها “اسم أنصار الله” ، أنها نفذت اتفاق الحديدة وقال إنه ممتن للجرذ عبد الملك الحوثي ولعصابته على الوفاء بوعودهم والتزامهم بما تم الاتفاق عليه ، ليتضح لنا اليوم أن ذلك الالتزام كان البقاء في الحديدة واستلام ما يربو على ٧٠ مليار وإنفاقها على قتل اليمنيين .
اعتقد أننا اليوم أمام لقاء استعراضي وهروب إلى الأمام يمارسه المبعوث الجديد جرندبرج الذي تقول المؤشرات بأنه يخطط لإسقاط مأرب من خلال لفت انتباه الرأي العام المحلي والدولي بعيدا نحو السويد وجعل الحوثي يحشد جحافل العبيد من اليمنيين نحو إخوانهم في مأرب ، وبناء على ما سبق لن يكون لهذا اللقاء أي مردود عملي على الأرض، سوى خسارة المزيد من الوقت في العوم خارج مجرى معاناة الشعب اليمني ومشكلاته السياسية والأمنية والاقتصادية والصحية، وجميع الأطراف التي حضرت هذا اللقاء تدرك حقائق الوضع اليمني الصعب والهش والهدف الاستعراضي والإعلامي من اللقاء ، لذلك فإنها تساعد المبعوث الأممي على غسيل جرائم عصابة الحوثي الإرهابية .
والسؤال الذي يطرح نفسه : هل يعتقد جرندبرج أن اليمنيين سذاج إلى هذا الحد ؟ الجواب نعم ، لأنه يتعامل مع شريحة من اليمنيين وظيفتها الأساسية تقوم بدور الكومبارس في حضور المؤتمرات واللقاءات التشاورية التي يشرف عليها علي حسن الضالعي وفارع المسلمي والمذحجي وتلك الثلة من القومجيين واليساريين بالإضافة إلى الحوثيين الذين تم زرعهم في أوروبا للقيام بمثل هذه المهمة التي يشرف عليها المبعوثيين الأمميين تباعا .
لا يسعني في الأخير إلا أن أهمس في أذن الشرعية ، بأن المبعوث الأممي يريد من هذا اللقاء تحقيق هدفين رئيسيين ، هما : الأول تسليم البنك المركزي لعصابة الحوثيين لتستكمل شرعيتها بعد أن سلمهم المطار والجوازات ، وإعطائهم مزيدا من الوقت للحشد إلى مارب .