همدان العليي
لدينا أطراف مختلفة تسخّر كافة امكانياتها لإفشال المجلس الرئاسي من خلال إثارة الخلافات بين مكوناته.
ويعد الحوثيون أبرز تلك الأطراف بلا شك لأنهم لا يعيشون إلا على خلافاتنا وبغيرها يتأكد لديهم قرب رحيلهم. يأتي بعدهم طرف وطني يختلف مع الحوثيين لكنه يحرص على إفشال المجلس الرئاسي كي يثبت للناس أنه كان على حق، وهذا يجعله أمام عامة الناس يقف مع الحوثيين في خندق واحد.
كيمني، أشعر بالحزن وأنا أشاهد رفاقنا وأدرك تماما بأنهم ليسو مع الحوثيين، لكن كثيرا من أنشطتهم لاسيما في هذه المرحلة تخدم الجماعة الأكثر فاشية في تاريخ اليمن.
من حقك أن تدافع عن وجهة نظرك، لكن نتمنى أن تشعر بالمسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الحساسة. وعندما أقول المسؤولية، فأنا بالتأكيد لا أقصد الغناء باسم اليمن، أو ارتداء أزياء تقليدية يمنية في المحافل الدولية، أو حتى تقديم الدعم للفريق الوطني لكرة القدم أو تقديم منحة علاجية لشاعر هنا أو فنان هناك، أو التكفل بترميم فصل دراسي في مدرسة تقع في قرية نائية.
أقصد بـ”الشعور بالمسؤولية الوطنية” هنا هو اتخاذ القرار الصائب في هذه المرحلة وإن كان على حساب مصالحك المرتبطة بمن يمولك.
قد أتفهم دوافع صمت بعض الشخصيات العامة والمؤثرة وعدم قيامها بواجبها ودورها وبحسب امكانياتها الكبيرة في معركة استعادة الدولة اليمنية. لكني لا أستطيع فهم دوافعها في تسخير امكانياتها “الهائلة” لشق الصف وزرع الشقاق بين المكونات الوطنية المعني باستعادة الدولة من هيمنة الإمامة العنصرية الإرهابية.
تناقش بعض من يقوم ببعض الأنشطة التي تخدم الحوثي وتسأل: لماذا تحرص على نشر الأخبار التي تثير الخلاف بين مكونات المجلس الرئاسي؟ يرد عليك: هم مختلفون وسيقتتلون لا شك.
لهؤلاء نقول: نعرف جيدا بوجود تباينات في الصف الوطني، لكن إذا كان لديك أخوان بينهم خلافات وحولكم عدو وجودي يستهدفكم جميعا، هل عليك أن تقوم بواجبك في رأب الصدع من خلال التوفيق بينهما ونزع فتيل الخلاف، أم تكرس جهدك في استدعاء أسباب الخلاف لتفتن بينهما بذريعة “الرأي والرأي الآخر”، أو لإثبات بأنك كنت على حق؟! أنت بهذا الشكل لا تشعر بالمسؤولية الوطنية، ولا تستشعر دورك الذي يجب القيام به، بل وتعمل لصالح العدو، وهذا أمر صادم للغاية.