مقالات رأي

مشهد من رواية #الخوثي

سام الغباري

في الجزء الآخر من الكوكب، بعيدًا عن المسلمين والمؤمنين والزيدية والشافعية، ارتدت “رقية نادر” فستانًا مطرزّا بحبات كريستال صناعي، مشقوقًا من جانب الساق الأيمن إلى منتصف الفخذ، مفتوحًا من الوراء حتى الفقرة الثالثة لعمودها الفقري، مشدودًا إلى العنق بسوار لؤلؤ أنيق. ألقت “رقية” نظرة أخيرة على هندامها في مرآتها الضخمة المثبتة على عجلتيْن صغيرتيْن بجوار دولابها الوردي، انتعلت كعبًا أبيض أنيقًا يناسب قدميْها الرفيعتيْن، دسّت تحت إبطها حقيبة جلدية صغيرة وضعت بداخلها علبة مكياج مصغرة وقلم شفاه أحمر، ومرآة مستديرة بغطاء ذهبي وأربعة أغلفة لِواقٍ ذكريّ. حين هبطت إلى بهو فندق “ذا مايفلاور” بجادة كينتكت أفينيو، سمعت تصفيقًا هادئًا من الخلف، علت وجهها ابتسامة رطبة ومدّت يدها اليمنى إلى زوجها “نجيب الشامي”، سألته: كيف تراني؟ مال برأسه نحوها مُتفاخرًا. همس: ستبهرين السيناتور. ضحكت بدلال وصوت خلخال كاحلها الأيمن يبدو واضحًا في مشيتها، مُستنفرًا حواس المارة.

استقلا معًا سيارة (بي إم دبليو) سوداء كانت تنتظرهما عند بوابة الفندق، بعد أربعة شوارع، ترجَّل “نجيب الشامي” متجهًا نحو حانة يرتادها أغلب أيام الإسبوع، جلس على كرسي مرتفع أمام الساقي وطلب لنفسه كأسًا من البراندي مع الليمون، جرع الكأس دفعة واحدة. أحس بوهج ملتهب يتصاعد من أمعائه ثم يختفي، طلب كأسًا أخرى، أفرغها في جوفه، وذهب باتجاه ساحة الرقص، حرّك جذعه إلى الأسفل، مال يمينًا ويسارًا، هتف مع الهتافات، ضاع صوته في صخب عارم، أجساد متدافعة، أذرع صلبة بوشوم مختلفة، أجساد طرية، التقى بفتاة صهباء اسمها “مارغريت”، قالت بصوت مرتفع بالقرب من أذنه اليسرى “يمكنك أنْ تناديني ماغي”. تذكّر زوجته، سأل نفسه “ماذا تفعل الآن؟”؟

تعليقات الفيس بوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى