مجموعة هايل والحوثي.. حروب الاقتصاد

د. ثابت الأحمدي

في المثل السائر: “العيبُ من أهل العيب ليس بعيب”. وما أقدم عليه الحوثي من إغلاق شركة ناتكو التي تتبع أعرق بيت تجاري في اليمن، هو الحالة الطبيعية بالنسبة للحوثي، وغير المتوقع أساسا هو عدم إغلاقها من قبله. الفأر طبعه الإيذاء، والقرد طبعه العبث، فإن أتى هذا أو ذاك بالعكس فهو خلافُ الطبع، وبالتالي ما أتى به الحوثي هو ما يتواءم ويتوافق مع طبعه الذي جُبل عليه.
في الواقع لا أظن أن ثمة بيتا/ كيانا/ مجموعة ما في طول اليمن وعرضها، وشمالها وجنوبها يحظى باحترام وتقدير كما هو الحال مع بيت هايل سعيد أنعم. في المجتمع اليمني من الصراعات والتعقيدات ما فيه، بين مختلف التيارات والجماعات، عدا بيت هايل سعيد أنعم، فهي خط أحمر عند الجميع تقريبا إلى حد ترديد بعض من الناس لمقولة: سلموا الدولة كاملة لبيت هايل لإدارتها بعد أن فشل السياسيون..!
هذا البيت التجاري العريق ينتمي للسواد الأعظم من الشعب، وهو قائم على أساس أخلاقي قبل كل شيء، وفتشوا في كل محافظة من محافظات اليمن.. ستجدوا مشاريع بيت هايل في كل محافظة، وفي مختلف الجوانب، صحي، تعليمي، اجتماعي، ثقافي.
هناك مؤسسات قائمة على عطاءات هذا البيت وخيره. وهناك بيوتات وأُسر أيضا قائمة على كرم وعطاء هذا البيت منذ عقود، لا في تعز فقط، المحافظة التي ينتمي إليه المؤسس هايل سعيد أنعم رحمه الله، وإنما في مختلف مناطق اليمن بلا تعصب أو تحيز لهذه المدينة أو تلك. ومع هذا أقدم الحوثي على مكافأته بإغلاق إحدى شركاته.
بوسع هذه المجموعة التجارية الرائدة أن تُراكمَ ثراءها بأية طريقة، وكيفما اتفق، كما تفعل كثير من المجموعات والبيوتات التجارية الأخرى من “حُمران العيون” الذين لا يخطر ببالهم شيء اسمه “التزام اجتماعي” أو مبادرات إنسانية، أو ثقافية أو ما أشبه، لكنها لم تفعل، مواصلة الحفاظ على أخلاق المؤسس الأول ووصاياه.
نلحظ بين أعين الناس وعلى ألسنتهم الغضبَ العارم والتعبيرات المتذمرة جراء استغلال كثير من البيوتات التجارية لنفوذها في الدولة لصالحها الشخصي، عدا “مجموعة هايل” لا نكاد نسمع تذمرا من مواطن ما أبدا، لثقته المطلقة بنزاهة وعفة وأخلاق هذه المجموعة التجارية. وهذا هو سر ديمومتها وتطورها منذ عقود.
باختصار بيت هايل.. بيت كل اليمنيين، ومحل تقديرهم واحترامهم، وإقدام الحوثي على حماقته المعهودة عنه يزيدها تجذرا في الوجدان الشعبي أكثر، وهذا البيت إن خسر بعض المال في ظل هذه الجائحة، فإنه قد ربح الشعب وضميره الجمعي.
رحم الله المؤسس الأول، وحفظ الله من تبقى من أهله من المنتمين للوطن ولصوت الشعب.

تعليقات الفيس بوك
Exit mobile version