بقلم: حسين باسليم*
رغمَ مآسِي حربٍ رعناءَ تدخلُ عامَها الثَّامن ، حربٍ عاش اليمنُ واليمنيون، ومازالوا أكبرَ مأسَاةٍ انسانيَّةٍ غير مألوفةٍ على مُستوى العالم ، إلا أنَّ اليمنيين-رغمَ الدَّاءِ والأعداء – مازال لديهم مايُبهرونَ به العالمَ ، ليس فقط بقُدرتِهمُ اللافتةِ على المُقاومةِ، والتَّكيُّفِ مع كلِّ الاستثناءاتِ والظُّروف ، ولكنْ أيضاً بقدرتِهم على خلقِ وابتكارِ لحظاتِ الفرح والابتهاجِ في النُّفوسِِ المُتْرَعةِ ألماً وبؤساً وشَقاءً، ولو لساعاتٍ معدوداتٍ !!
هذا ماتجلَّى إبهاراً ليلةَ أمس في الحفلِ الالكسترالي والأوبرالي ( نغمٌ يمنيٌّ على ضَفافِ النيل ) Heritage Symphonies الذي احتضنه المسرحُ الكبيرُ بدار الأوبرا المصريَّةِ في القاهرة، ونقلته – عبرَ الأثير مُباشرةً – 11 قناةً تلفزيونيَّةً .
حفلٌ مُوسيقيٌّ غِنائيٌّ راقٍ قاده المُوسيقارُ اليمنيُّ ابنُ حضرموتَ الأصالةِ والفنِّ الشَّابُّ الرَّائعُ مُحمَّد القَحوم بكلِّ احترافيَّةٍ ومهنيَّةٍ ، استطاع – خلالَ ساعةٍ ونصفِها ، بواسطة فرقةِ دار الأوبرا، وبعازفينَ يتجاوزُ عددُهمُ ال 100 عازفٍ وكورال – أن يسيطرَ على أرواحِنا، ويأسرَ وجدانَنا ويحلِّقَ بالجميع صوبَ عوالمِ الجمالِ والابداعِ الأخَّاذِ بلا حُدود .
تمكَّنَ مُوسيقارُ اليمن مُحمَّد القَحوم – في هذا الحفل ب 9 مقطوعاتٍ ( لوحاتٍ مُتميِّزةٍ ) مُوسيقيَّةٍ عبقريَّةٍ ، من أن يمزجَ ألواناً مُختلفةً من موروثِنا الثَّقافيِّ المُتنوِّعِ من مناطقَ مُختلفةٍ من يمننا الكبير ، بأساليبِ الغناءِ الأوبرالي، وتقنياته، وبأدواتٍ مُوسيقيَّةٍ تُراثيَّةٍ وعالميَّةٍ بكلِّ سلاسةٍ وأناقةٍ وجمال !!
فيضاً منَ الشُّكرِ والتَّقديرِ لكُلِّ مَنْ أسهمَ في إنجازِ هذا العملِ الرَّائعِ والمُبهرِ، وإخراجِهِ إلى فضائنا الأرحب ، وفي مطلعِهم : مُؤسَّسةُ حضرموتَ للثَّقافةِ ، ووزارةُ الاعلام والثَّقافةِ والسَّياحةِ في بلادنا ، ووزارةُ الثَّقافةِ في الشَّقيقةِ مصر الكنانة ، ودارُ الأوبرا المصريَّة .
شكراً لهم جميعاً بحجمِ السَّماء.
** نائب وزير الاعلام.